الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> أخالِدَ عَادَ وَعدُكُمُ خِلابَا، >>
قصائدجرير
أخالِدَ عَادَ وَعدُكُمُ خِلابَا،
جرير
- أخالِدَ عَادَ وَعدُكُمُ خِلابَا،
- وَمَنّيْتِ المَوَاعِدَ وَالكِذابَا
- ألَمْ تَتَبَيّني كَلَفي وَوَجدي،
- غَداة َ يَرُدّ أهلُكُمُ الرّكَابَا
- أهذا الودُّ زادكِ كلَّ يومٍ
- مُباعَدَة ً لإلْفِكَ وَاجتْنَابَا
- لَقَدْ طَربَ الحَمامُ فَهاجَ شَوْقاً
- لقلبٍ ما يزالُ بكمْ مصابا
- و نرههبُ أنْ نزوركمُ عيوناً
- مصانعة ً لأهلك وارتقابا
- فَمَا بالَيْتِ لَيْلَتَنا بِنَجْدٍ،
- سأجْعَلُ نَقْدَ أُمّكَ غَيرَ دَينٍ
- لذِكْرِكِ حينَ فَوّزَتِ المَطَايَا
- على شَرَكٍ تَخالُ بهِ سِبَابَا
- ألا يا قلبِ مالكَ إذ تصابى
- و هذا الشيبُ قد غلبَ الشبابا
- كَمَا طَرَدَ النّهارُ سَوَادَ لَيْلٍ
- فأزمعْ حينَ حلَّ بهِ الذهابا
- سأحْفَظُ ما زَعَمْتِ لَنَا وَأرْعَى
- إيابَ الودَّ إنَّ لهُ إيابا
- و ليلٍ قدْ أبيتُ بهِ طويلٍ
- لحبكَ ما جزيتْ به ثوابا
- أخالِدَ كانَ أهْلكِ لي صَديقاً
- فَقَدْ أمْسَوْا لحُبّكُمُ حِرابَا
- بِنَفْسِي مَنْ أزُورُ فَلا أراهُ،
- وَيَضرِبُ دونَهُ الخَدَمُ الحِجابَا
- أخالِدَ لَوْ سألْتِ عَلِمْتِ أنّي
- لقيتُ بحبكِ العجبَ العجابا
- ستَطلُعُ من ذُرَى شَعَبَى َ قَوَافٍ،
- على َ الكنديَّ تلتهبُ النهابا
- أعبداً حلَّ في شعبيّ غريباً
- ألؤماً لا أبالكَ واغترابا
- و يوماً في فزارة َ مستجيراً
- وَيَوْماً نَشِداً حَليفاً كِلابَا
- ضإذا جَهِلَ اللّئيمُ، وَلمْ يُقَدِّرْ
- لبَعضِ الأمْرِ أوْشَكَ أنْ يُصابَا
- فَما فارَقْتَ كِندَة َ عَنْ تَرَاضٍ
- و ما وبرتَ في شعبي ارتغابا
- ضَرَبْتَ بحَفّتَيْ صَنْعاءَ لَمّا
- أحَادَ أبُوكَ بالجَنَدِ العِصَابَا
- و كنتَ ولمْ يصيبكَ ذبابُ حربي
- ستلتمي منَ معرتها ذبابا
- ألَمْ تُخْبَرْ بمَسرَحيَ القَوَافي،
- فلا عياً بهنَّ ولا اجتلابا
- وَأُنْسيكَ العِتابَ فَلا عِتابَا
- عويتَ كما عوى لي من شقاهُ
- فَذاقُوا النّارَ واشتَركوا العَذابَا
- عويتَ عواءَ جفنة َ منْ بعيدٍ
- فحسبكَ أنْ تصيبَ كما أصابا
- إذا مَرّ الحَجيجُ على قُنَيْعٍ،
- دبيتَ الليلَ تسترقُ العيابا
- فَقَدْ حَمَلَتْ ثَمانِيَة ٍ وَوَفّتْ
- أقَامَ الحَدّ وَاتّبَعَ الكِتَابَا
- تلاقى طالَ رغمَ أبيكَ قيساً
- وَأهْلُ المُوسِمِينَ لَنا غِضَابَا
- أعناباً تجاورُ حينَ أجنتْ
- نخيلُ أجا وأعنزهُ الربابا
- فما خفيتْ هضيبة ُ حينَ جرتْ
- و لا إطعامُ سخلتها الكلابا
- يُقَطِّعُ بالمَعابِلِ حالِبَيْهَا،
- و قدْ بلتْ مشيمتها الثيابا
- بتَاسِعِها، وَتَحْسِبُها كَعَابَا
المزيد...
العصور الأدبيه