الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الخنساء >> يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ >>
قصائدالخنساء
يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ
الخنساء
- يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ
- وابكي على اروعَ حامِي الذمارْ
- فرعٍ منَ القومِ الجدى
- أنْماهُ منهُمْ كلُّ محضِ النِّجارْ
- أقولُ لمّا جاءَني هُلْكُهُ
- وصرَّحَ النَّاسُ بنجوى السّرارْ
- أُخَيّ! إمّا تَكُ وَدّعْتَنَا
- فَرْعٍ منَ القَوْمِ كريمِ الجَدا
- فرُبّ عُرْفٍ كنْتَ أسْدَيتَهُ
- الى عيالٍ ويتامى صغارْ
- وربَّ نعمى منكَ انعمتها
- على عُناة ٍ غُلَّقٍ في الإسارْ
- أهْلي فِداءٌ للّذي غُودِرَتْ
- أعْظُمُهُ تَلْمَعُ بَينَ الخَبارْ
- صَريعِ أرْماحٍ ومَشْحوذَة ٍ
- كالبرقِ يلمعنَ خلالَ الديارْ
- مَنْ كانَ يَوْماً باكياً سَيّداً
- فليبكهِ بالعبراتِ الحرارْ
- ولتبكهِ الخيلُ اذا غودرتْ
- بساحة ِ الموتِ غداة َ العثارْ
- وليبكهِ كلُّ اخي كربة ٍ
- ضاقتْ عليهِ ساحة ُ المستجارْ
- رَبيعُ هُلاّكٍ ومأوى نَدًى
- حينَ يخافُ النَّاسُ قحطَ القطارْ
- أسْقَى بِلاداً ضُمّنَتْ قَبْرَهُ
- صَوْبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَّوارْ
- وما سؤالي ذاكَ الاَّ لكي
- يسقاهُ هامٍ بالرَّوي في القفارْ
- قُلْ للّذي أضْحَى بهِ شامِتاً:
- إنّكَ والموْتَ، مَعاً، في شِعارْ
- هَوّنَ وَجدي أنّ مَنْ سَرّهُ
- مَصْرَعُهُ لاحِقُهُ لا تُمارْ
- وانَّما بينهما روحة ٌ
- في إثْرِ غادٍ سارَ حَدَّ النّهارْ
- يا ضارِبَ الفارِسِ يَوْمَ الوَغَى
- بالسَّيفِ في الحومة ِ ذاتِ الاوارْ
- يرديِ به في نقعها سابحٌ
- أجرَدُ كالسِّرْحانِ ثَبْتُ الحِضارْ
- نازلتَ ابطالاً لها ذادة ٌ
- حتى ثَنَوْا عن حُرُماتِ الذِّمارْ
- حلفتُ بالبيتِ وزوَّارهِ
- إذْ يُعْمِلُونَ العِيسَ نحوَ الجِمارْ
- لا أجْزَعُ الدّهْرَ على هالِكٍ
- بَعْدَكَ ما حَنّتْ هوادي العِشارْ
- يا لَوْعَة ً بانَتْ تَباريحُها
- تَقْدَحُ في قلبي شَجاً كالشِّرارْ
- ابدى لي الجفوة َ منْ بعدهِ
- منْ كانَ منْ ذي رحمٍ أو جوارْ
- إنْ يَكُ هذا الدّهرُ أوْدَى بِهِ
- وصارَ مسحاً لمجاري القطارْ
- فكلُّ حيٍّ صائرٌ للبلى
- وكلُّ حبلٍ مرَّة ً لاندثارْ
المزيد...
العصور الأدبيه