الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الخنساء >> أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ >>
قصائدالخنساء
أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ
الخنساء
- أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ
- بدمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ ولا نَزْرِ
- وتَسْتَفرِغانِ الدّمْعَ أوْ تَذْرِيانِهِ
- على ذي النّدى والجود والسيّد الغمرِ
- فَما لَكُما عن ذي يَمينينِ فابْكِيا
- عليهِ معَ الباكي المسلَّبِ منْ صبرِ
- كأنْ لم يقلْ أهلاً لطالبِ حاجَة ٍ
- وَكانَ بليجَ الوجهِ منشرحَ الصَّدرِ
- ولم يَغْدُ في خَيْلٍ مجَنَّبَة ِ القَنَا
- ليُرْوِيَ أطْرَافَ الرّدَيْنِيّة ِ السُّمْرِ
- فشأنُ المنايَا اذْ اصابكَ ريبها
- لتَغدو على الفتيانِ بعدَكَ أوْ تَسري
- فمنْ يضمنُ المعروفَ في صلبِ مالهِ
- ضَمانَكَ أو يَقري الضّيوفَ كما تقري
- جَرادٌ زَفَتْهُ ريحُ نجدٍ إلى البَحرِ
- وكائنْ قرنتَ الحقَّ منْ ثوبِ صفوة ٍ
- ومنْ سابحٍ طرفٍ ومنْ كاعبٍ بكرِ
- وقائلة ٍ والنَّعشُ قدْ فاتَ خطَوها
- لتُدْرِكَهُ: يا لهفَ نَفسي على صَخرِ
- ألا ثَكَلَتْ أمّ الّذينَ مَشَوْا بِهِ
- إلى القَبرِ ماذا يحمِلونَ إلى القَبرِ
- وماذا يُواري القَبرُ تحتَ تُرابِهِ
- منَ الخيرِ يا بؤسَ الحوادثِ وَالدَّهرِ
- ومِ الحزْمِ في العَزّاءِ والجودِ والنّدَى
- غَداة َ يُرَى حِلْفَ اليسارَة ِ والعُسرِ
- لقد كانَ في كُلّ الأمور مُهَذَّباً
- جليلَ الايادي لا ينهنهُ بالزَّجرِ
- وانْ تلقهُ في الشَّربِ لا تلقى فاحشاً
- ولا ناكثاً عَقدَ السّرائِرِ والصّبرِ
- فلا يُبْعِدَنْ قَبرٌ تَضَمّنَ شخصَهُ
- وجادَ عليْهِ كلُّ واكِفَة ِ القطر
المزيد...
العصور الأدبيه