الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> يا مَيَّ، هلاَّ يُجازى بَعْضُ وُدِّكُمُ >>
قصائدالأخطل
يا مَيَّ، هلاَّ يُجازى بَعْضُ وُدِّكُمُ
الأخطل
- يا مَيَّ، هلاَّ يُجازى بَعْضُ وُدِّكُمُ
- أم لا يفادى أسيرٌ عندكُم خلقُ
- ألا يكونَنَّ هذا عَهْدَنا بِكُمُ
- إن النوى ، بعدْ شحطِ الدارِ، تتفقُ
- فهُنَّ يَرْمِينَنا مِنْ كلّ مُرْتَقَبٍ
- وألبستني لهُ ديباجة ٌ خلقُ
- فقد تُهازلُني والمستقتلاتُ وقدْ
- تعتاقني عند ذاتِ الموتة ِ، الأنقُ
- وقَدْ يُكَلفُني قَلْبي، فأزْجُرُهُ
- رَبْعاً، غَداة َ غَدْواً أهواؤهُمْ فِرَقُ
- وقَدْ أقولُ لثَوْرٍ: هَلْ ترى ظُعُناً
- يحدو بهن حذاري مشفقُ شنقُ
- كأنّها، بالرَّحا، سُفْنٌ مُلَجِّجَة ٌ
- أوْ حايشٌ، منْ جُواثا، ناعمٌ سُحُقُ
- يرفعها الآلُ للتالي، فيدركُهُم
- طرفٌ حديدٌ وطرفٌ دونهمْ غرقُ
- حتى لحقنا، وقد زالَ النهارُ، وقدْ
- مالَتْ لهُنَّ، بأعلى خَيْنَفَ، البُرَقُ
- يبطرنَ ذا الشيبِ والإسلامُ همتهُ
- ويستقيدُ لهنَّ الأهيفُ الروقُ
- وفتْيَة ٍ غَيْرِ أنْذالٍ، رَفَعْتُ لهُمْ
- سحقُ الرداء، على علياءَ، يختفقُ
- رفَعْتُهُ، وهْوَ يَهْفو في عَمائِمهِمْ
- كأنهُ طائرٌ، في رجلهِ علقُ
- نفسي فداءُ أبي حربٍ غداة َ غدا
- مخالطُ الجنّ أو مستوحشٌ فرقُ
- على مُذكَّرَة ٍ، ترْمي الفُرُوجَ بها
- غُولُ النجاء إذا ما استعجلَ العنقُ
- وظَلَّ حِرْباؤها للشّمسِ مُصْطَخِداً
- كأنه وارمُ الأوداجِ محتنقُ
- والرجلُ لاحقة ٌ منها بأوّلها
- وفي يدَيها، إذا اسْتَعْرَضْتَها، دَفَقُ
- كأنّها، بَعْدَ ضمّ السّيْرِ جَبْلَتَها
- من وحشِ غزة َ موشيّ الشوى لهقُ
- باتت إلى جانبٍ منها يكفئهُ
- لَيْلٌ طويلٌ، وقَلْبٌ خائفٌ أرِقُ
- باتَتْ لَهُ لَيْلَة ٌ هاجَتْ بَوارِحُها
- ومُرْزِمٌ مِنْ سَحابِ العَيْنِ يأتلِقُ
- فالقَطْرُ كالّلؤلؤ المنْثور يَنْفُضُهُ
- إذا اقْشَعَرَّ بِهِ سِرْبالُهُ لَثِقُ
- يلُوذُ لَيْلَتَهُ مِنْها بغَرْقَدَة ٍ
- والغُصْنُ يَنْطُفُ فَوْقَ المَنِّ والورَقُ
- حتى إذا كاد ضوءُ الصبحِ يفضحهُ
- وكادَ عنهُ سوادُ الليلِ ينطلقُ
- هاجَتْ بِهِ ذُبَّلٌ، مُسْحٌ جَواعِرُها
- كأنّما هُنَّ مِنْ نبعِيّة ٍ شِقَقُ
- فظلَّ يهوي إلى أمرٍ يساقُ لهُ
- وأتبعتهُ كلابُ الحي تستبقُ
- يُفَرِّجُ الموْتَ عَنهُ، قدْ تَحَضّرَهُ
- وكدْن يلحقنهُ، أو قد دنا اللحقُ
- لمّا لحِقْنَ بهِ أنْحى بِمِغُوَلهِ
- يَمْلا فرائِصَها مِنْ طَعْنِهِ العَلَقُ
- فكر ذو حربة ٍ، يحمي حقيقتهُ
- إذا نحا لكلاها الروقُ يمتزقُ
- فهنَ من بين متروكٍ بهِ رمقٌ
- صرعى ، وآخرَ لم يتركْ بهِ رمقُ
- يَوْمَ لقيناكَ تَرْمينا السَّمومُ، وقَدْ
- كاد الملاءُ منَ الكتانِ تحترقُ
- على مَسانيفَ يَجْري ماءُ أعْيُنها
- إذا تلغبهُنَّ السربخُ القرقُ
- في غمرة ٍ من سحابِ الآلِ، ترفعهم
- يَطْفون فيها، قَليلاً، ثمَّ تَنْخرِقُ
- عنْ ذُبَّلِ اللّحمِ، تَهْديهنَّ مُعجَلة ٌ
- إذا تَفَصَّدَ، مِنْ أقرابها، العَرَقُ
- كأنَّ أنساعَها مِن طولِ ما ضَمَرَتْ
- وشحٌ تقعقعَ فيها رفرفٌ قلقُ
- تعلو الفلاة َ، إذا خفَّ السرابُ بها
- كما تخُبُّ ذِيابُ القَفْرَة ِ الوُرُقُ
- إلى امرئٍ لا تخطاهُ الرفاقُ، ولا
- جَدْبِ الخِوانِ، إذا ما استُبطىء المرَقُ
- صلبِ الحيازيمِ، لا هذرِ الكلامِ، إذا
- هَزَّ القناة َ، ولا مستعجلٌ زهقُ
- وأنتَ يا بنَ زيادٍ عندنا حسنٌ
- منكَ البلاءُن وأنتَ الناصِحُ الشفقُ
- والمستقلُّ بأمرٍن ما يقومُ لهُ
- غُسٌّ منَ القَوْمِ، رِعْديدٌ، ولا فَرِقُ
- وأنْتَ خيرُ ابنِ أُخْتٍ، يُستَطافُ بهِ
- إذا تَزَعْزَعَ فوْقَ الفَيْلَقِ الخِرَقُ
- موطأ البيتِ، محمودٌ شمائلهُ
- عندَ الحمالة ِ لا كزّ ولا وعقُ
المزيد...
العصور الأدبيه