الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> عفا الجوّ من سلمى فبادتْ رسومها >>
قصائدالأخطل
عفا الجوّ من سلمى فبادتْ رسومها
الأخطل
- عفا الجوّ من سلمى فبادتْ رسومها
- فذاتُ الصَّفا: صَحْراؤها فقَصِيمُها
- فأصبحَ ما بينَ الكلابِ وحابسٍ
- قِفاراً، تُغَنّيها مَعَ اللّيلِ بُومُها
- خلتْ غيرَ أحدانٍ تلوحُ، كأنّها
- نُجُومٌ بدَتْ وانجابَ عَنْها غُيومُها
- بمُستأسِدٍ يَجْري النّدى في رياضِهِ
- سقتهُ أهاضيبُ الصبّا ومديُمها
- إذا قُلْتُ: قد خفّتْ تَواليهِ، أصْبحتْ
- بهِ الرّيحُ مِن عَينٍ سريعٍ جُمومُها
- فما زالَ يسقي بطنَ خبتٍ وعرْعرِ
- وأرضهُما، حتى اطمأنَّ جسيمُها
- وعممها بالماء، حتى تواضعتْ
- رؤوسَ المتان: سهلها وحزومُها
- بمرتجز داني الربابِ، كأنّهُ
- على ذاتِ فَلْجٍ مُقْسِمٌ، لا يَريمُها
- إذا طعنتْ فيهِ الجنوبُ تحاملتْ
- بأعجازِ جرارِ تداعى خصومها
- سَقى اللَّهُ مِنْهُ دارَ سَلْمى بِرِيّة ٍ
- على أن سلمى ليس يشفى سقيمها
- من العربياتِ البوادي، ولمْ تكنْ
- تُلَوّحُها حُمّى دِمشقَ ومُومُها
- ولو حملتني السرَّ سلمى حملتهُ
- وهلْ يحملُ الأسرارُ إلا كتومُها
- إليكم، أبا مروانَ يممَ أركبٌ
- أتوكَ بأنضاءٍ خفافٍ لحومُها
- تحسرنَ، واستقبلنَ للقيظِ وقدة ٍ
- تغيرُ ألوانَ الرجال سمومُها
- إليكَ من الأغوارِن حتى تراجمتْ
- عراها على جونٍ قليلٍ شحومُها
- رجاءً تراكُمْ، إنَّ مَن ينْتويكُمُ
- يوافِقُ حُسنى ، ما يُغِبُّ نَعيمُها
- فأنت الذي ترجو الصعاليكُ سيبهُ
- إذا السنة ُ الشهباءُ خوتْ نجومها
- ونَفْسي تُمَنيني العِراقَ وأهْلَهُ
- وبشرٌ هواها منهمُ وحميمُها
- إذا بلغَتْ بِشْرَ بنَ مرْوَانَ ناقتي
- سرتْ خوفَها نفسي ونامتْ همومُها
- إمامٌ يقودُ الخيلَ، حتى كأنها
- صدورُ القنا: معوجّها وقويُمها
- إلى الحرْبِ حتى تَخْضَعَ الحرْبُ، بعدما
- تخمّطَ مَرْحاها وتَحمى قُرومُها
- أبوكَ أبا العاصي، عليكمْ تعطفتْ
- قريشٌ لكمْ: عرنينُها وصميمُها
- أبى أن يكونَ التاجُ، إلا عليكمُ
- لصيدِ أبي العاصي، الشديدِ شكيمها
- بكم أدركَ اللهُ البرية َ، بعدما
- سعى لصها فيها وهبَّ غشومها
- وإنك لمأمولُ والمتقى بهِ
- إذا خِيفَ مِنْ تلْكَ الأمورِ عَظيمُها
- وإنكَ للأخرى ، إذا هيَ شبهتْ
- لقطاعُ أقرانِ الأمورِ صرومها
- فلا تطعمنَ لحمي الأعاديَ، إنهُ
- سَريعٌ إلَيْكُمْ مَكْرُها ونميمُها
- لقد عجموا مني قناة ً صليبة ً
- إذا ضجَّ خوارُ القناة ِ سؤومُها
- وما أنا، إن مدَّ المدى ، بمقصرٍ
- ولا عضة ٌ مني بناجٍ سليمُها
- وإنّي لقوامٌ مَقاوِمَ، لمْ يَكُنْ
- جريرٌ، ولا مَوْلى جريرٍ يَقومُها
- أيشتمني ابن الكلبِ، أن فاضَ دارمٌ
- عليهِ ورامى صخرة ً ما يرومها
- بنو دارِمٍ نَبْعٌ صِلابٌ، وأنْتُمُ
- بني الكلبِ أثلٌ ما يوارى وصومها
- فلَوْلا التّحشّي مِنْ رياحٍ، رمَيْتُها
- بكالمة ِ الأعراض، باقٍ وُسومها
- يُغني ابنُ يَرْبوعٍ بشَتْميَ أُمَّهُ
- وما وجدوا أماً لهُ عربية ً
- وما أسهرتنا من ختانٍ كلومُها
- وقَدْ آلَ مِن نَسْلِ المَراغَة ِ، أنّها
- على النَّخْسِ والإتعابِ باقٍ رَسيمُها
- وعَرَّتْ حِمارَيْها، وقد كانتِ اسْتُها
- شَديداً بِسيساء الحمارِ أُزُومُها
- وجدتُ كليبأً ألأم الناسِ كلهمْ
- وأنتَ إذا عدَّتْ كليبٌ لئيمُها
المزيد...
العصور الأدبيه