الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما >>
قصائدالأخطل
طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما
الأخطل
- طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما
- طَرَقَ الكَرَى مِنْهُنَّ بالأهْوالِ
- حُلُمٌ سرَى بالغانِياتِ، فزارَني
- مِنْ أُمّ بَكْرٍ مَوْهِناً بخَيالِ
- أسرى لأشْعَثَ هاجِدٍ بمفازَة ٍ
- بخيالِ ناعمة ِ السرى ، مكسالِ
- فَلَهَوْتُ لَيْلَة َ ناعِمٍ، ذي لذَّة ٍ
- كقريرِ عينٍ، أو كناعمِ بالِ
- بغَزيرَة ٍ نَفَخَ النّعيمُ شبَابَها
- غرثى الوشاحِ، شبيعة ِ الخلخالِ
- في صورة ٍ تَمّتْ وأُكْمِلَ خَلْقُها
- للنّاظرينَ، كصورة ِ التِّمْثالِ
- تَمّتْ لمَنْ نَعَتَ النّساءَ، وأُكملَتْ
- ناهيكَ منْ حُسنٍ لها وجَمالِ
- وملاحة ٍ في منطقِ مترخمٍ
- منْها، وحُسْنِ تَقَتُّلٍ ودَلالِ
- تَرْنو بمُقْلَة ِ جؤذَرٍ بخميلَة ٍ
- وبمشرقٍ بهجٍ وجيدِ غزالِ
- وبواردٍ رجل كأنّ قرونهُ
- منْ طولهِ، موصولة ٌ بحِبالٍ
- ما روْضة ٌ خَضْراءُ، أزْهَرَ نَورُها
- بالقَهْرِ بَينَ شقايقِ ورِمالِ
- بهجَ الربيعُ لها، فجادَ نباتها
- ونمتْ بأسحمَ وابلٍ هطالِ
- حتى إذا التف النباتُ، كأنهُ
- لونُ الزخارِفِ، زينتْ بصقالِ
- نفت الصبا عنها الجهامَ، وأشرقتْ
- للشمسِ، غبَّ جنة ٍ وطلالِ
- يوْماً، بأمْلحَ مِنْكِ بهجَة َ مَنْطِقٍ
- بَينَ العَشيّ وساعة ِ الآصالِ
- يَنْشُدْنَ، بَعْدَ تلَمُّسٍ وسؤالِ
- بَعْضُ النّجومِ، وبَعْضُهُنَّ تَوالي
- تَشْفي الضَّجيعَ، إذا أرادَ عِناقَها
- بمقبلٍ عذبِ المذاقِ، زلالِ
- صافٍ، يرفّ كأنّما ابتسمتْ بهِ
- عن غبّ غادية ٍ، غداة شمالِ
- شَبِمٍ، كأنَّ الثَلْجَ شابَ رُضابَهُ
- بسُلافِ خالِصَة ٍ مِنَ الجِرْيالِ
- صَهْباءَ، صافيَة ٍ، تنَزَّلَ تَجْرُها
- ببلادِ صَرْخَدَ، مِنْ رؤوسِ جِبالِ
- من قرقفِ الزرَجونِ فتَّ ختامها
- فالدَّنُّ بين حَنابِجٍ وقِلالِ
- مِنْ قَهْوَة ٍ نَفَحَتْ، كأنَّ سَطيعَها
- مسكٌ، تضوعَ في غداة ِ شمالِ
- أو راحَ ذي نطفٍ يظل متوجاً
- للشربِ، أصهبَ قالصِ السربالِ
- فكذاكَ نَكْهَتُها، إذا نبّهْتَها
- والجلدُ غير مدرنٍ متفال
- فَدَعِ الغوانيَ والنّشيدَ بذِكْرِها
- واصْرِفْ لذِكْرِ مَكارِمٍ وفَعال
- إنا لنقتادُ الجيادَ على الوجا
- نحو العدى بمساعرٍ أبطالِ
- في كلّ ذي لَجَبٍ، كأنَّ زُهاءهُ
- لَيْلٌ تَعرَّضَ، أوْ رِعانُ جِبالِ
- دهمٌ يظلُّ بهِ الفضاءُ معضلاً
- كالطودِ أرعنَ مجفلَ الأثقالِ
- ما بين أولهِ وآخر جمعهِ
- يومٌ يسارُ وليلة ُ البغالِ
- مَجْرٌ تَظَلُّ البُلْقُ في حافاتِهِ
- ينشدنَن بعدَ تلمسٍ وسؤالِ
- ونسيرُ بالثغرِ المخوفِ فجاجهُ
- بسَلاهِبٍ جُرْدِ المتونِ، طِوالِ
- خوصٍ كأن شكيمهنَّ معلقٌ
- بقنا ردينة َ أو جذوعِ إوالِ
- نقتادُ كلَّ طمرة ٍ رأدَ الضحى
- وعِنانَ كلّ مُجلْجِلٍ، صَهّالِ
- مِنْ كل أدْهمَ، كالغُرابِ سوادُهُ
- طرفٍ وأحمرَ كالنديمِ نسالِ
- يسقى الربيعُ يصانُ غيرَ مصردٍ
- مَحْضَ العِشارِ، وقارِصَ الأشوالِ
- ودَنا المُغارُ لها، فهُنَّ شَوازِبٌ
- خَلَلَ المطيّ، كأنّهُنَّ مَغالِ
- يمشينَ إذْ طالَ الوجيفُ على الوجا
- نحوَ العدو كمشيمة ِ الرئبالِ
- أوْ كالكلابِ على الهَرَاسِ، يطأنَهُ
- أوْ مشْيَهُنَّ، يطأن شوْكَ سَيالِ
- يخرجنَ من قطعِ العجاجِ كأنها
- عِقْبانُ يوْمِ تَغَيُّمٍ وطِلالِ
- خَيْلٌ إذا فَزِعَتْ كأنَّ رعيلَها
- نحو العدى موضونة ٌ برعالِ
- ومسومٍ عقدَ الهُمامُ برأسهِ
- تاجَ الملوكِ، رددنَ في الأغلالِ
- ومَكَرِّ مُعْتَرَكٍ ترَكْنَ حُماتَهُ
- للطيرِ بينَ سوافلٍ وعوالي
- صَرْعى يظَللُّ الطّيْرُ يَحجُلُ بَيْنها
- ينقرنَ أعينها مع الأوصالِ
- كمْ مِنْ أُناسٍ قَدْ حَوَيْنَ نِهابَهُم
- وأفأنَ مِنْ نَعَمٍ وحيِّ حِلالِ
- شُعْثِ النّواصي، عادة ٌ مِنْ فِعْلها
- سفكُ الدماء، وقسمة ُ الأموالِ
- فتركن قد قضينَ من حمسِ الوغى
- وطَراً، وجُلْنَ هُناكَ كلَّ مجالِ
المزيد...
العصور الأدبيه