الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ >>
قصائدالأخطل
صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
الأخطل
- صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ
- وبدا المحجَمْجَمُ منهما المكتومُ
- للبينِ منا واختيارِ سوائنا
- ولقَدْ علمْتِ لَغَيرُ ذاكَ أرُومُ
- وإذا همَمْنَ بغَدْرَة ٍ أزْمَعْنَها
- خُلُفاً، فليسَ وصالهُنَّ يدُومُ
- ودعا الغواني إذا رأينَ تهشمي
- روقُ الشبابِ فما لهنَّ حلومُ
- ورأيْنَ أنّي قدْ علَتْني كَبرَة ٌ
- فالوَجْهُ فيهِ تضَمُّرٌ وسُهومُ
- وطوينَ ثوبَ بشاشة ٍ أبلينهُ
- فلهُنَّ مِنْكَ هَساهِسٌ وهُمومُ
- وإذا مشَيْتُ هدَجْتُ غيرَ مُبادِرٍ
- رَسْفَ المُقَيَّدِ ما أكادُ أَرِيمُ
- ولقَدْ يكُنَّ إليَّ صُوراً مرَّة ً
- أيّام لَوْنُ غدائري يَحْمومُ
- ولقد أكونُ من الفتاة بمنزلٍ
- فأبيتُ لا حرجٌ ولامحرومُ
- ولقَدْ أُغِصُّ أخا الشّقاقِ بِريقِه
- فيصدّ وهو عن الحفاظ سؤومُ
- ولقد تباكرُني على لذاتها
- صَهْباءُ عاريَة ُ القذى خُرْطومُ
- من عاتق حدبت عليهِ دنانهُ
- وكأنّها جَرْبى بهِنَّ عَصِيمُ
- مما تغالاهُ التجارُ غريبة ٍ
- ولها بعانة َ والفراتِ كرومُ
- وتظَلُّ تُنْصِفُنا بها قَرَوِيّة ٌ
- إبريقها برقاعها ملثومُ
- وإذا تعاورتِ الأكفّ زجاجها
- ولهُ بخَيْنَفَ مُنْتأى وتُخومُ
- وكأنَّ شاربها أصابَ لسانهُ
- من داء خيبرَ أو تهامة َ مومُ
- ولقَدْ تشُقُّ بيَ الفَلاة َ إذا طفَتْ
- أعلامها وتغولتْ علكومُ
- غولُ النجاء كأنّها متوجسٌ
- بالقَرْيَتينِ موَلَّعٌ موْشومُ
- باتتْ تكفئهُ إلى محانتهِ
- نَكْباءُ تَلْفحُ وجْهَهُ وغُيومُ
- صردُ الأديمِ كأنهُ ذو شجة ٍ
- بردتْ عليهِ من المضيض كلومُ
- وكأنما يجري على مدارتهِ
- مِمّا تحلّبَ لؤلؤ مَنْظومُ
- فحَلَمْتُها وبنو رُفيدَة َ دونها
- وبدَتْ مِتانٌ حولهُ وحُزُومُ
- هاجتْ لهُ غُضْفُ الضِّراء مُغيرة ً
- كالقدّ ليسَ لهامهنَّ لحومُ
- فانصاعَ كالمصباحِ يطفو مرة ً
- ويلوحُ وهوَ مُثابِرٌ مَدْهومُ
- حتى إذا ما انجابَ عَنْهُ رَوْعُهُ
- وأفاقَ بعدَ فررارهِ المهزومُ
- هزَّ السلاحَ لهنَّ مصعبُ قفرة ٍ
- متخمطٌ بلغامهِ مرثومُ
- يهوي فيقعصُ ما أصابَ بروقهِ
- فجبينُهُ جسدٌ بهِ تدميمُ
- فتَنَهْنَهَتْ عَنْهُ وولّى يَقْتري
- رملاً بجبة َ تارة ً ويصومُ
- يرعى صحارى حامرِ أصيافَها
- ولهُ نجينفَ منتأى وتخومُ
- وفلاة ِ يعفورِ يحارُ بها القطا
- وكأنما الحادي بها مأمومُ
- قدْ جُبْتُها لمّا توَقّدَ حَرُّها
- إني كذاكَ على الأمورِ هجومُ
- أسْرَيْتُها بِطُوالة ٍ أقرابُها
- يبغمنَ وهي عنِ البغامِ كظومُ
- ولقدْ تأوبَ أم جهمٍ أركباً
- طبختْ هواجرُ لحمَها وسمومُ
- وقعوا وقَدْ طالتْ سُراهُمْ وَقْعة ً
- فهمُ إلى ركبِ المطي جثومُ
- فحملتها وبنو رفيدة َ دونها
- لا يَبْعَدَنَّ خيالُها المَحْلومُ
- وتجاوَزَتْ خَشَبَ الأريطِ ودونهُ
- عربٌ تردُّ ذوي الهمومِ ورومُ
- حبسوا المطيَّ على قديمٍ عهدُهُ
- طامٍ يَعينُ ومُظْلِمٌ مَسْدُومُ
- فكأنَّ صَوْتَ حمامَة ٍ في قعرِهِ
- عِندَ الأصيلِ إذا ارْتجسْنَ خُصُومُ
- ويقعنَ في خلقَ الإزاء كأنهُ
- نُؤيٌ تقادَمَ عَهْدُهُ مَهْدومُ
- وإذا الذنوبُ أحيلَ في متثلمٍ
- شربتْ غوائلُ ماءهُ وهزومُ
- أجُمَيعُ قدْ فُسْكِلْتَ عَبْداً تابعاً
- فبقيتَ أنتَ المفحَمُ المعكومُ
- فاهتَمْ لنَفْسكَ يا جُمَيعُ ولا تكُنْ
- لبني قريبة َ والبطونُ تهيمُ
- واعدِلْ لسانَكَ عَنْ أُسيّدَ إنّهمْ
- كلأٌ لمَنْ ضَغِنوا عَلَيْهِ وخيمُ
- وانزع إليكَ فإنني لا جاهلٌ
- بِكُمُ ولا أنا إنْ نطَقْتُ فَحومُ
- وانظرْ جميعُ إذا قناتُكَ هزهزتْ
- هل في قناتكَ قادحٌ ووصوم
- أبني قريبَة َ إنّهُ يُخْزيكُمُ
- نَسَبٌ إذا عُدَّ القديمُ لئيمُ
- من والدٍ دنسٍ وخالٍ ناقصٍ
- وحديثُ سوء فيكُمُ وقديمُ
- أبَني قريبَة َ ويحَكُمْ لا ترْكبوا
- قتبَ الغواية ِ إنهُ مشؤومُ
- وملحبِ خضلِ الثيابِ كأنما
- وطئتْ عليه بخفها العيثومُ
- قَتلَتْ أُسامَة َ ثمَّ لمْ يَغْصَبْ لهُ
- أحدٌ ولمْ تَكْسِفْ عَلَيْهِ نُجومُ
المزيد...
العصور الأدبيه