الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> تغيرَ الرسمُ مِن سلمى بأحفارِ >>
قصائدالأخطل
تغيرَ الرسمُ مِن سلمى بأحفارِ
الأخطل
- تغيرَ الرسمُ مِن سلمى بأحفارِ
- وأقْفرَتْ من سُلَيمْى دِمْنة ُ الدَّارِ
- وقَد تكونُ بها سلمى تُحَدثُني
- تَساقُطَ الحلْيِ حاجاتي وأسْراري
- ثمّ استبدّ بسلمى نية ٌ قذفٌ
- وسَيْرُ مُنْقضِبِ الأقرانِ، مِغْيارِ
- كأنَّ قَلْبي، غَداة َ البَين، مُقْتَسَمٌ
- طارتْ به عصبٌ شتى لأمصارِ
- ولَوْ تَلُفُّ النَّوى مَن قَد تَشوَّقَهُ
- إذا قضيتُ لبناتي وأوطاري
- ظلتْ ظباء بني البكاء ترصُدُه
- حَتى اقْتَنَصْن على بُعْدٍ وإضْرارِ
- ومهمة ٍ طامسٍ تخشى غوائلهُ
- قَطَعْتُهُ بِكَلوء العَيْنِ مِسْهارِ
- بِحُرَّة ٍ كأَتانِ الضَّحْلِ، أضْمَرَها
- بعدَ الربالة ِ ترحالي وتسياري
- أختَ الفلاة ِ، إذا شدتْ معاقدُها
- زلتْ قوى النسعِ عن كبداءَ مسفارِ
- كأنّها بُرْجُ رُوميّ، يُشَيِّدُهُ
- لزّ بجصّ وآجرٍّ وأحجارِ
- أو مقفرٌ خاضبُ الأظلافِ جاد له
- غَيْثٌ، تظاهَرَ في مَيثاءَ مِبكارِ
- فَباتَ في جَنْبِ أرْطاة ٍ تُكَفّئُهُ
- ريحٌ شآمية ٌ، هبتْ بأمطارِ
- يجولُ ليلتهُ والعينُ تضربهُ
- مِنْها بغَيْثٍ أجشِّ الرَّعدِ، نَيّارِ
- إذا أرادَ بها التّغْميضَ، أرَّقَهُ
- سَيْلٌ، يَدِبُّ بهدْمِ الترْبِ، مَوَّارِ
- كأنهُ إذا أضاء البقرُ بهجتهُ
- في أصْفهانيّة ٍ أوْ مُصْطلي نارِ
- أمّا السَّراة ُ، فَمِنْ ديباجَة ٍ لَهَقٍ،
- وبالقَوائِمِ مِثْلُ الوَشْمِ بالقارِ
- حتى إذا انجابَ عنهُ اللّيْلُ، وانكشفَتْ
- سماؤهُ عن أديمٍ مصحرٍ عاري
- آنسنَ صوتَ قنيصٍ إذا أحسّ بهم
- كالجِنّ، يَهْفونَ مِنْ جَرْمٍ وأنمارِ
- فانصاعَ كالكوكبِ الدريّ ميعتهُ
- غضبانَ يخلطُ من معجٍ وإحضار
- فأرسَلوهُنَّ يُذْرِينَ التُّرابَ، كما
- يُذْري سبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارِ
- حتى إذا قلتُ نالتهُ سوابقُها
- وأرهقتهُ بأنيابٍ وأظفارِ
- أنْحى إلَيْهِنَّ عَيْناً غَيْرَ غافِلَة ٍ
- وطعنَ محتقرِ الأقرانِ كرارِ
- فعفر الضاريات اللاحقات بهِ
- عفرَ الغريبِ قداحاً بين أيسارِ
- يَعُذْنَ مِنْهُ بِحِزَّانِ المِتانِ، وقَدْ
- فُرقنَ عنهُ بذي وقعٍ وآثارِ
- حتى شَتا، وهْوَ مَغْبوطٌ بِغائِطِهِ
- يرعى ذكوراً أطاعتْ بعدَ أحرارِ
- فردٌ تغنيهِ ذبانُ الرياضِ، كما
- غنى الغواة ُ بصنجٍ عندَ إسوارِ
- كأنّهُ، مِن ندى القُرَّاصِ، مُغتَسِلٌ
- بالورسِ أو خارجٌ من بيتِ عطارِ
- وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَأسِ نادَمَني
- لا بالحَصُورِ، ولا فِيها بسَوَّارِ
- نازعتهُ طيبَ الراحِ الشمولِ وقد
- صاحَ الدجاجُ وحانتْ وقعة ُ الساري
- مِن خَمْرِ عانَة َ يَنْصاعُ الفُراتُ لها
- بجدولٍ صخبِ الآذي مرارِ
- كمتْ ثلاثة َ أحوالٍ بطينها
- حتى إذا صرَّحَتْ مِنْ بَعْدِ تَهْدارِ
- آلَتْ إلى النِّصْفِ مِن كَلْفاء أتْرَعها
- عِلْجٌ، وَلَثّمَها بالجَفْنِ والغارِ
- لَيْسَتْ بسَوْداءَ مِن مَيْثاء مُظْلمَة ٍ
- ولم تعذبْ بإدناءٍ من النارِ
- لها رِداءانِ: نَسْجُ العَنْكبوتِ وقد
- حُفّتْ بآخَرَ مِنْ ليفٍ ومِن قارِ
- صَهْباءَ قد كَلِفَتْ من طولِ ما حُبستْ
- في مُخْدَعٍ بَينَ جَنّاتٍ وأنْهارِ
- عذْراءَ، لمْ يجْتَلِ الخُطّابُ بهجَتَها
- حتى اجْتلاها عِباديٌّ بِدينارِ
- في بيتِ منخرقِ السربالِ معتملٍ
- ما إن عليهِ ثيابٌ غيرُ أطمارِ
- إذا قولُ تراضينا على ثمنٍ
- ضَنّتْ بها نَفْسُ خَبّ البَيْعِ مكّارِ
- كأنّما العِلْجُ، إذْ أوْجبْتُ صَفْقَتَها
- خَلِيعُ خَصْلٍ، نَكيبٌ بَينَ أقمارِ
- لمّا أتوها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهمْ
- سارتْ إليهم سؤورَ الأبجلِ الضاري
- تدمى ، إذا طعنوا فيها بجائفة ٍ
- فوقَ الزجاجِ عتيقٌ غيرُ مسطارِ
- كأنّما المسكُ نُهْبى بَينَ أرْحُلنا
- مِمّا تَضَوَّعَ مِن ناجودِها الجاري
- إنّي حَلَفْتُ برَبّ الرَّاقصاتِ، وما
- أضْحى بمَكّة َ مِنْ حُجْبٍ وأسْتارِ
- وبالهديّ، إذا احمرَّتْ مذارِعُها
- في يومِ نسْكٍ وتشريقٍ وتنحخارِ
- وما بزَمْزمَ مِن شُمطٍ محلقة ٍ
- وما بِيَثْرِبَ مِنْ عُونٍ وأبْكارِ
- المنعمون بنو حرب وقد حدقتْ
- بيَ المنيّة ُ، واسْتَبطأتُ أنصاري
- بهمْ تكشفُ عنْ أحيائها ظلمٌ
- حتى تَرَفَّعَ عَنْ سَمْعٍ وأبْصارِ
- قومٌ، إذا حاربُوا، شدّوا مآزرَهُم
- دونَ النّساء، ولَوْ باتَتْ بأطْهارِ
المزيد...
العصور الأدبيه