الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأخطل >> بانَتْ سُعادُ، ففي العَيْنَينِ تَسهيدُ >>
قصائدالأخطل
بانَتْ سُعادُ، ففي العَيْنَينِ تَسهيدُ
الأخطل
- بانَتْ سُعادُ، ففي العَيْنَينِ تَسهيدُ
- واسْتَحقبتْ لُبَّهُ، فالقلْبُ معْمودُ
- وقد تكونُ سليمى غير ذي خلفٍ
- فاليوْمَ أخْلَفَ من سُعْدى المواعيدُ
- لمْعاً وإيماضَ بَرْقٍ، ما يصوبُ لنا
- ولو بدا من سُعادَ النحرُ والجيدُ
- إما تَرَيْني حَناني الشَّيْبُ من كِبَرٍ
- كالنَّسْرِ أرْجُفُ، والإنسانُ مهدودُ
- وقد يكونُ الصِّبا منّي بِمَنْزِلَة ٍ،
- يوماً، وتقتادني الهيفُ الرعاديدُ
- يا قلَّ خيرُ الغواني كيف رغنَ بهِ
- فَشُرْبُهُ وَشَلٌ، فيهِنَّ تَصْريدُ
- أعرضنَ من شمطٍ في الرأس لاحَ بهِ
- فهنَّ منهُ، إذا أبصرنَهُ، حيدُ
- أعرضنَ من شمطٍ في الرأس لاحَ به
- فَهنَّ منهُ، إذا أبصرنهُ، حيدُ
- فهنَّ يشدوونَ مني بعض معرفة ٍ
- وَهُنَّ بالوُدِّ لا بُخْلٌ وَلا جُودُ
- قد كان عهدي جديداً، فاستبد به
- والعهدُ متبعٌ ما فيه منشودُ
- يقُلْنَ لا أنْتَ بَعْلٌ يُسْتقادُ لَهُ
- ولا الشبابُ الذي قدْ فاتَ مرودُ
- ولا الشبابُ الذي قد فات مردود
- هلْ للشّبابِ الذي قدْ فاتَ مَرْدُودُ
- أم هل دواءٌ يرُدُّ الشيبَ موجودُ
- لن يَرْجِعَ الشِّيبُ شُبّاناً، وَلن يجدوا
- عدلَ الشبابِ لهمْ، ما أورقَ العودُ
- والشذرُ والدرُّ والياقوتُ فصلهُ
- ظلَّ الرُّماة ُ قُعوداً في مراصِدِهِمْ
- أما يزيدُ، فإني لستُ ناسيهُ
- حتى يغيبني في الرمسِ ملحودُ
- جزاكَ ربكَ عن مستفردٍ، وحدٍ
- نفاهُ عن أهله جرمٌ وتشريدُ
- مُستشرَفٌ، قد رماهُ النّاسُ كلُّهمُ
- كأنّهُ، مِن سَمومِ الصّيفِ، سَفُّودُ
- جزاءَ يوسُفَ إحساناً ومغفرة ً
- أوْ مِثْلَ ما جُزْيَ هارُونٌ. وَداودُ
- أعطاهُ من لذة ِ الدنيا وأسكنه
- في جَنَّة ٍ نِعْمَة ٌ فيها وَتَخْلِيدُ
- فما يزالُ جَدا نعماكَ يمْطرني
- وإن نأيتُ وسيبٌ منكَ مرفودُ
- هل تبلغني يزيداً ذاتُ معجمة ٍ
- كأنّها صخرة ٌ صماء صيخودُ
- منَ اللواتي إذا لانتْ عريكتُها
- كانَ لها بعْدَهُ آلٌ ومَجْلودُ
- تَهْدي سَواهِمَ يَطْويها العَنيقُ بنا
- فالعيسُ منعلة ٌ أقرابها سودُ
- يلفحهنَّ حرورُ كل هاجرة ٍ
- فكُلُّها نَقِبُ الأخْفافِ، مَجْهُودُ
- كأنها قاربٌ أقرى حلائلهُ
- ذاتَ السّلاسِلِ، حتى أيْبسَ العُودُ
- ثُمَّ تَرَبَّعَ أُبْلِيّاً، وقدْ حَميَتْ
- وظنَّ أنّ سبيلَ الأخذِ متمودُ
- ثم استمرَّ يجاريهنَّ لا ضرعٌ
- مهرٌ، ولا ثلبٌ أفناهُ تعويدُ
- أوْ مِثلَ ما نال نوحٌ في سَفينَته
- طاوِي المعا، لاحَهُ التّعْداء، صَيْفَتَهُ
- كأنّما هوَ، في آثارِها، سيدُ
- ضَخْمُ الملاطَيْنِ، موَّارُ الضُّحى ، هزِجٌ
- كأنَّ زُبْرَتَهُ، في الآل، عُنْقودُ
- بمطردٍ الآذي جونٍ كأنما
- زفا بالقراقيرِ النعامَ المطردا
- يَنْضَحْنَهُ بِصِلابٍ ما تُؤيِّسُهُ،
- قدْ كان في نَحْرِهِ مِنْهُنَّ تَقصِيدُ
- وهنَّ ينبونَ عن جأب الأديمِ، كما
- تنبو عنِ البقرياتِ الجلاميدُ
- إذا انْصَمى حَنِقاً حاذَرْنَ شِدَّتَهُ
- فهنّ من خوفهِ شتى عباديدُ
- ينصبُّ في بطنِ أبلي ويبحثهُ
المزيد...
العصور الأدبيه