الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> يا دار كَبشة تلك لم تتغيَّر >>
قصائدابن مقبل
يا دار كَبشة تلك لم تتغيَّر
ابن مقبل
- يا دار كَبشة تلك لم تتغيَّر
- بجُنوبِ ذي خشُبٍ فحَزْمِ عَصَنْصَرِ
- فَجُنوبِ عَرْوَى فالقِهَادِ غَشِيتُها
- وَهْناً . فهَيَّجَ لي الدموعَ تَذَكُّري
- تمشي بها حِزَقُ النَّعام كأنَّها
- بعران كلاَّءٍ يلُحْن بأيصر
- وقَلُوصِ مَأْرُبَة ٍ بَغَيْتُ هِبابَها
- في موردٍ نائي المورد مصدر
- عَمِلٍ قَوائِمُها على مُتَقَعْقعٍ
- عَكِصِ المراتبِ خارجٍ مُتَنَثِّرِ
- وردت وقد بلغ الفتان وضينها
- غَلَساً ، ولم تُوصِلْ ولمْ تتَهَجَّرِ
- قُلُباً مُنَكزة ً ، جوائزُ عَرشِها
- تنفي الدِّلاء بآجنٍ متمذِّر
- جوفاً،إذا نهزت ترنَّم جولها
- كترَنُّمِ المَكُّوكِ عندَ المِزْهَرِ
- فتزاورت من طيِّه وحياضه
- ونقيِّ خِيمٍ كالنساءِ الحُسَّرِ
- عبَّت بمشفرها وفضل زمامها
- في فَضلَة ٍ مِنْ ماصعٍ مُتَكَدِّرِ
- فبعثتها تقص المقاصر بعدما
- كربت حياة النَّار للمتنوِّر
- قَبَّاءُ ، قدْ لَحِقَتْ خَسيسة ُ سِنِّها ،
- واستعرضت ببضيعها المتبتِّر
- وكأنَّ نابَيْها بأَخْطَبِ ضالَة ٍ
- مستنقعان على فضول المشفر
- وكأنَّ رَحْليَ فوقَ أحْقبَ قارحٍ
- يَحْدو سلائبَ مِنْ بناتِ الأخْدَرِ
- لمْ يَعُدْ أنْ فَتَقَ النَّهيقُ لَهاتَهُ
- ورأيتُ قارِحَهُ كَلَزِّ المِجْمَرِ
- مُسْتَنْتِلٍ هُلْبَ العَسيبِ،خِلافه
- وخلافها كلقى الخليف المعصر
- يعدو مَناطَ الكِفْلِ مِنْ جَنَباتِها
- لامعجلٍ رهقاً ولامتأخِّر
- جارٍ بجحفلة ٍ يمجُّ لفاظها،
- سُمُطٍ كمَكُّوكِ النَّصارى المُصْفَرِ
- تكسو سَنابِكُها شُكُولَ لَبانِهِ
- نقعاً كأنَّ بها دواخن مخدر
المزيد...
العصور الأدبيه