الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> هَلِ القَلْبُ عَنْ دَهْمَاءَ سَالٍ فَمُسْمِحُ >>
قصائدابن مقبل
هَلِ القَلْبُ عَنْ دَهْمَاءَ سَالٍ فَمُسْمِحُ
ابن مقبل
- هَلِ القَلْبُ عَنْ دَهْمَاءَ سَالٍ فَمُسْمِحُ
- وتَارِكُهُ مِنْهَا الخَيَالُ المُبَرِّحُ
- وزَاجِرُهُ اليَوْمَ المَشِيبُ،فَقَدْ بَدَا
- برأسيَ شَيبُ الكَبْرَة ِ المُتَوَضِّحُ
- لقَدْ طَالَ مَا أَخْفَيْتُ حُبَّكِ في الحَشَا
- وفيالقلبِ ، حتى كادَ بالقلبِ يجرحُ
- قَدِيماً،ولَمْ يَعْلَمْ بِذلِكَ عَالِمٌ
- وإِنْ كَانَ مَوْثُوقاً يَوَدُّ ويَنْصَحُ
- فَرُدِّي فؤادي ، أو أَثيبي ثوابَهُ
- فَقَدْ يملكُ المَرْءُ الكَرِيمُ فَيُسْجِحُ
- سَبَتْكَ بمأشورِ الثَّنايا كأنَّهُ
- أَقاحي غَداة ٍ باتَ بالدَّجْنِ يُنْضَحُ
- لِيَاليَ دَهْمَاءُ الفُؤاَدِ كأَنَّها
- مَهاة ٌ تَرَعَّى بالفُقَيَّيْنِ مُرْشِحُ
- ولوْ كلَّمَتْ دهماءُ أخرسَ كاظِماً
- لَبَيَّنَ بالتّكْليمِ أَوْ كَادَ يُفْصِحُ
- سِراجُ الدُّجى يَشْفي السقيمَ كَلامُها
- تُبَلُّ بِهَا العَيْنُ الطَّرِيفُ فَتُنْجِحُ
- كأنَّ على فِيها جَنى رِيقِ نَحلة ٍ
- يُبَاكِرُهُ سَارٍ مِنَ الثَّلْجِ أَمْلَحُ
- يُطِيرُ غُثَاءَ الدِّمْنِ عنهُ ، فيَنْتَفي
- ببِيشَة َ ، عَرْضٌ ، سَيْلُهُ مُتَبَطِّحُ
- كأنَّ صَريعَ الأَثْلِ والطَّلْحِ وَسْطَهُ
- بَخاتِيُّ جُونٌ ساقَها مُتَرَيِّحُ
- وخَوْقَاءَ جَرْدَاءِالمَسَارِحِ هَوْجَلٍ
- بِهَا لاِسْتِدَاءِ الشّعْشَعَانَاتِ مَسْبَحُ
- يُبَكِّي بها البُومُ الصَّدى مِثلَما بكى
- مَثاكيلُ يَفْرِينَ المَدارِعَ نُوْحُ
- كأَنَّ عَسَاقِيلَ الضُّحَى في صِمَادِهَا
- إذا ذُبْنَ ضَحْلُ الدِّيمة ِ المُتَضَحْضِحُ
- قطعْتُ إذا لمْ يستطِعْ قَسوة َ السُّرَى
- ولا السَّيرَ راعي الثَّلَّة ِ المتَصَبِّحُ
- عَلَى ذاتِ إِسَآدٍ كأَنَّ ضُلُوعَهَا
- وألواحَها العُليا السَّقِيفُ المُشَبَّحُ
- جُمَالِيَّة ٍ،يُلْوِي بِفَضْلِ زِمَامِها
- تَليلٌ إذا نِيطَ الأَزِمَّة ُ شَرْمَحُ
- فَقُلْ لِلّذِي يَبْغِي عَليَّ بِقوْمِهِ:
- أَجِدَّاً تقولُ الحقَّ أمْ أنتَ تمزحُ؟
- بَنو عامرٍ قَومي ، ومنْ يكُ قومُهُ
- كقومي يكنْ فيهمْ لهُ مُتَنَدَّحُ
- هِلالٌ،ومَا تَمْنَعْ هِلالُ بْنُ عَامِرٍ
- فَمِنْ دُونِهِ مُرٌّ مِنْ المَوْتِ أَصْبَحُ
- رجالٌ يُرَوُّونَ الرماحَ ، وتحتُهمْ
- عَناجِيجُ مِن أولادِ أعوجَ قُرَّحُ
- همُ حَيُّ ذي البُرْدَيْنِ ، لا حَيَّ مِثلُهمْ
- إذا أصبحَتْ شَهباءُ بالثلجِ تنضَحُ
- وحَيُّ نُمَيْرٍ إنْ دعَوْتُ أجابَني
- كرامٌ إذا شُلَّ السَّعَامُ المُصَبَّحُ
- لأشيافِهمْ في كلِّ يوم كريهة ٍ
- خذاريفُ هامٍ أو معاصِمُ سُنَّحُ
- وفي الغُرِّ منْ فَرْعَيْ رَبيعة ِ عامرٍ
- عَديدُ الحَصى والسُّؤْدُدُ المُتَبَحْبِحُ
- هُمُ مَلَؤُوا نَجْداً،ومِنْهُمْ عَسَاكِرٌ
- تظلُّ بها أرضُ الخليفة ِ تَدْلَحُ
- وهمْ ملكوا ما بينَ هضبة ِ يَذْبُلٍ
- ونَجْرَانَ.هَلْ في ذَاكَ مَرْعى ً ومَسْرَحُ
- وشُبَّانُنَا مِثْلُ الكُهُولِ،وكَهْلُنَا
- إِذَا شَابَ قِنْعَاسٌ مِنَ القَوْمِ أَجْلَحُ
- تَحَاكَمُ أَفْنَاءُ العَشِيرَة ِ عِنْدَهُ
- كثيراً ، فيُعطيها الجَزيلَ ويَجْزَحُ
- لنا حُجُراتٌ تنتهي الحاجُ عندَها
- وصُهْبٌ عَلَى أَثْبَاجِهَا المَيْسُ طُلَّحُ
المزيد...
العصور الأدبيه