الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> قدْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَ الحَيِّ بِالظَّعَنِ >>
قصائدابن مقبل
قدْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَ الحَيِّ بِالظَّعَنِ
ابن مقبل
- قدْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَ الحَيِّ بِالظَّعَنِ
- وبَيْنَ أَرْجَاءِ شَرْجٍ يَوْمَ ذيِ يَقَنِ
- تَفريقَ غيرِ اجتماعٍ ما مشى رجلٌ
- كما تفرَّقَ نَهجُ الشامِ واليمنِ
- ضَحَّوا قَلِيلاً قَفَا ذَاتِ النِّطَاقِ فَلَمْ
- يجمَعْ ضَحَاءَهُمُ هَمِّي ولا شَجَني
- بعدَ ائْتِمارٍ وَهمٍّ بالحُلولِ ،ولوْ
- حَلُّوا تَلَبَّسَ في أوطانِهمْ وطَني
- ثمَّ استمروا ، وأبقَوْا بينَنا لَبَساً
- كما تلَبَّسَ أُخرى النَّومِ بالوَسَنِ
- شَقَّتْ قُسَيَّانَ وازْوَرَّتْ ومَا عَلِمَتْ
- من أَهْلِ تُرْبَانَ من سُوءٍ ولاَحَسَنِ
- واشْتقَّتِ القُهْبُ ذات الخَرْجِ مِن مَرَسٍ
- شَقَّ المُقَاسِمِ عنهُ مِدْرَعَ الرَّدَنِ
- لمَّا أَتَى دُونَهُمْ حَادٍ أَقَامَ بِهمْ
- فَرْجَ النقيبِ بلا عِلمٍ ولا وطنِ
- وصرَّحَ السَّيرُ عنْ كُتمانِ ، وابْتُذِلَتْ
- وَقْعُ المَحاجِنِ في المَهْرِيَّة ِ الثٌّقٌنِ
- جَعَلْنَ هَضْبَ أَفِيحٍ عن شَمَائِلِهَا
- بَانَتْ حَبَائِبُهُ عَنْهُ ولم يَبِنِ
- واسْتَقْبَلُوا وَادِياً ضَمَّ الأرَاكُ به
- بَيْضَ الهُدَاهِدِ ضَمَّ المَيْتِ في الجَنَنِ
- ما زِلتُ أرمقُهمْ في الآلِ مُرْتَفِقاً
- حَتَّى تَقَطَّعَ من أَقْرَانِهِمْ قَرَنيِ
- فقلتُ للقومِ: قدْ زالتْ حَمائلُهمْ
- فَرْجَ الحَزِيزِ منَ القَرْعاءِ والجُمُنِ
- ثمَّ استغاثوا بماءٍ لا رشِاءَ لهُ
- مِنْ حَوْتَنَانَيِنْ لاَمِلْحٍ ولاَدَمِنِ
- ظلَّتْ على الشرَفِ الأعلى ، وأمْكَنَها
- أَطْوَاءُ جَمْزٍ من الإِرْوَاءِ والعَطَنِ
- في نِسْوَة ٍ مِنْ بَني دَهْي مُصَعِّدَة ٍ
- ومِن قَنانٍ تَؤُمُّ السَّيرَ للضَّجَنِ
- أو مِن بَني عامرٍ ترمي الغُيوبُ بها
- رَمْيَ الفُراتِ غداة َ الريحِ بالسُّفُنِ
- تُبْدي صُدوداً ، وتُخفي بينَنا لَطَفاً
- تأتي مَحارمَ بينَ الأَوْبِ والعَنَنِ
- كنعجة ِ الحاذَة ِ الحوَّاءِ ألجَأَها
- حَامِي الوَدِيقَة ِ بَيْنَ السَّاقِ والفَنَنِ
- في نِسْوَة ٍ شُمُسٍ لاَمَكْرَهٍ عُنُفٍ
- ولاَ فَوَاحِشَ في سِرٍّ ولاَ عَلَنِ
- يَرْفُلْنَ في الرَّيْطِ لم يَنْقَبْ دَوابِرُهُ
- مَشيَ النِّعاجِ بحِقْفِ الرَّمْلة ِ الحُرُنِ
- يَثْنينَ أعناقَ أُدْمٍ يَرْتَعِينَ بها
- حَبَّ الأَرَاكِ وحَبَّ الضَّالِ مِنْ دَنَنِ
- يَعْلُونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَردِ ضاحِيَة ً
- على سَعابيبِ ماءِ الضالَة ِ اللَّجِنِ
- زَارَ الخَيَالُ لِدَهْمَاءَ الرِّكَابَ وقَدْ
- نامَ الخَلِيُّ ببطنِ القاعِ مِن أُسُنِ
- من طَيَّ أَرْضِينَ أَوْ من سُلَّمٍ نَزِلٍ
- مِن ظَهرِ رَيْمانَ أوْ مِن عَرضِ ذي جَدَنِ
- مِطْواً طَليحاً تَسَجَّى غيرَ مُفْتَرِشٍ
- إلاَّ جَناجِنَ أَلقاها على شَزَنِ
- ما أَنِسَتْ في فضاءِ الأرضِ أو طرقَتْ
- غَيْرِي وغَيْرَ سوادِ الرَّحْلِ من سَكَنِ
- وعَنْفَجِيجٍ يَمُدُّ الحَرُّ جِرَّتَهَا
- حَرفٍ طَليحٍ كَرَكْنِ الرَّعْنِ مِن حَضَنِ
- في عازبٍ رَغَدٍ صَدْحُ الذبابِ بهِ
- رَأْدَ النَّهَارِ كَصَدْحِ الفَحْلِ في الحُصُنِ
- لاَقَى خَنَاذِيذَ أَمْثَالاً،فَجَاوَبَهَا
- بِصَيِّتٍ صَاتَهُ من صَائِتٍ أَرِنِ
- تحْمِي ذِمَارَ جَنِينٍ قَلَّ مَا مَعَهُ
- طَاوٍ كَضِغْثِ الخَلَى في البَطْنِ مُكْتَمِن
- تَذُبُّ عنهُ بلِيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ
- يَحْمِي أَسِرَّة َ بَيْنَ الزَّوْرِ والثَّفِنِ
- كَانَّ مَوْضِعَ وِصْلَيْهَا إِذَا بَرَكتْ
- وقدْ تطابَقَ مِنها الزَّوْرُ بالثَّفِنِ
- مَبِيتُ خَمْسٍ من الكُدْرِيِّ في جَدَدٍ
- يَفْحَصْنَ عَنْهُنَّ بِاللَّبَّاتِ والجُرُنِ
- إِنْ تَكُ دَهْمَاءُ قد رَثَّتْ حَبَائِلُهَا
- فما تَعَلَّلْتُ من دَهْمَاءَ بِالْغَبَنِ
- ولَوْ تَرَانِي وَإِيَّاهَا لقُلْتَ لنَا:
- كأنَّ ما كانَ مِن دهماءَ لم يكُنِ
- إِنْ تَكُ لي حَاجَة ٌ قَضَّيْتُ أَوَّلَهَا
- فَهذِهِ حَاجَة ٌ أَجْرَرْتُهَا رَسَنيِ
المزيد...
العصور الأدبيه