الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> عَفَا مِنْ سُلَيْمَى ذُو كُلافٍ فَمُنْكِفُ >>
قصائدابن مقبل
عَفَا مِنْ سُلَيْمَى ذُو كُلافٍ فَمُنْكِفُ
ابن مقبل
- عَفَا مِنْ سُلَيْمَى ذُو كُلافٍ فَمُنْكِفُ
- مَبَادِي الجَمِيعِ القَيْظُ والمتَصَيَّفُ
- وأَقْفَرَ مِنْها بَعدَ مَا قَدْ تَحُلُّهُ
- مَدَافِعُ أَحْرَاضٍ وما كَانَ يُخْلِفُ
- رآها فؤادي أمَّ خِشْفٍ خَلا لَها
- بِقُورِ الوِرَاقَينِ السَّرَاءُ المُصَنِّفُ
- رَعَتْ بِرَحَايَا في الخَرِيفِ وعَادَة ٌ
- لَهَا بِرَحَايَا كُلَّ شَعْبَانَ تُخْرَفُ
- زَجَرْنَا بَنِي كَعْبٍ، فَأمَّا خِيَارُهُمْ
- فَصَدُّوا،وللمَعْرُوفُ في النَّاسِ أَعْرَفُ
- وأمَّأ أُناسٌ فاستعاروا بَعيرَنا
- فَقِيدَ لَهُمْ بَادٍ بِهِ العُرُّ أَخْشَفُ
- له خَدُّ مَيْمُونٍ،وأَشأَمُ سَاحِقٌ،
- فأيَّهُما ما شئتمُ فَتَعَيَّفوا
- فَإِنَّا أُنَاسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَة ٍ
- بِهِ أَوَدٌ لَمْ يَسْتَطِعْهُ المُثَقِّفُ
- لَنَا عَكَرٌ حَوْمٌ،وعِزٌّ عَرَنْدَسٌ،
- فنمضي إذا شئنا ، ونأبى فنزحَفُ
- وبِيضٌ مِنَ الماذِيِّ حامٍ قَتِيرُها
- حَرَابِيُّهَا كَالقَطْرِ أَوْهِيَ أَلْطَفُ
- وشَهباءُ تَنْبو النَّبْلُ عنها كأنَّها
- صَفاً زَلَّ عنْ أركانِهِ المُتَزَحْلِفُ
- لنا كَلْكَلٌ أَعْيا على كلِّ غامِزٍ
- بهِ زَوَرٌ بادٍ منَ العِزِّ أجْنَفُ
- وجُرْدٌ جَعَلْنَاهَا ذَحِيلَ كَرَامَة ٍ
- تُباشِرُ أَلْبانَ اللِّقاحِ وتُلْحَفُ
- نزَعْنا لها الحَوْذانَ حولَ سُوَيْقة ٍ
- فَقَدْ جَعَلَتْ أَفْوَاهُهُنَّ تَوَسَّفُ
- دعَاهُنَّ دَاعٍ بِالْبُكَاءِ، فَسُرِّحَتْ
- أَديمُ الضُّحى تُنْضى إليهِ وتُسنَفُ
- على كلِّ مِلْواحٍ يَجُولُ بَرِيمُها
- تُباري اللِّجامَ الفراسيَّ وتَصْدِفُ
- وأَهْوجَ مُستَرخي الحِزامِ تمَرٍََّتْ
- بِهِ الحَرْبُ حَتَّى جسمُهُ مُتَحَرِّفُ
- لهُنَّ بشُبَّاكِ الحديدِ زَوافِرٌ ،
- دَوابِرُها بالجَنْدَلِ الصُّمِّ تُقْذَفُ
- لَدُنْ غُدْوَة ً حتى نزعْنَ عشيَّة ً
- وقدْ ماتَ شَطرُ الشمسِ ، والشطرُ مُدنَفُ
- رَأَوْنَا بِبَقْعَاءِ المَسَالِحِ دُونَنَا
- مِنَ المَوْتِ جُوْنٌ ذُو غَوَارِبِ أَكْلَفُ
- وقَوْمٌ بِأيْدِيهمْ رِمَاحُ رُدَيْنَة ٍ
- شَوَارِعُ تَسْتَأْنِي دَماً أَوْ تَسَلَّفُ
- بجَمْعٍ رأَتْهُ الجِنُّ فاخْتَشَعَتْ لهُ
- ولَلشمسُ أدنى للخُسوفِ وأكْسفُ
- وجُرْثُومَة ٍ لاَيَنْزِعُ الذُّلُّ أَصْلَهَا
- يُطِيفُ بِهَا المَحْرُوبُ والمُتَضَيِّفُ
- تُعَيِّرُنَا كَعْبٌ كِلاَباً وقَتْلَهَا،
- ويُقتَلُ أدنى مِن كلابٍ وأضعفُ
- وتتركُ قتلى قدْ علِمْنا مَكانَها
- وتَعْفُو جِرَاحٌ عَنْ دَمٍ فَتَقَرَّفُ
- وقدْ نازَعَتْنا مِن كلابٍ قبائلٌ
- مَحَاجِمُ مِنْهَا مَا يَفِيضُ ويَنْطِفُ
- قتلْنا ، وأَبْكيْنا حَميمَ بنَ جعفرٍ
- عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ قَوْمِهِ، وهْوَ مُرْدَفُ
- جمعْنا أبا أدَّى وأدَّى بطَعنة ٍ
- فظَلَّ بقِيٌّ فيهما مُتَقَصِّفُ
- طَعَنَّا حُبَيْشاً طَعْنَة ً ظَلَّ بَعْدَهَا
- يَنوءُ حُبَيْشٌ لليدَيْنِ ويُنزَفُ
- فَمَهْمَا تَعَضَّ الحَرْبُ مِنَّا فَإِنَّهَا
- تَعَضُّ بِأَثْبَاجِ سِوَانَا فَتَكْتِفُ
- لَنَا ضَالَة ٌ يَنْجُو المُكَاسِر دُونَهَا
- إِذَا رَحِمَتْهُ، أَوْ يُلِحُّ فَيَتْلَفُ
- وَكَانَ لَنَا عِنْدَ المُلوكِ مَشَاهِدٌ:
- مَقامٌ وبُرهانٌ قديمٌ ومَوقِفُ
- وما قدعَتْنا مِنْ مَعَدٍّ قبيلة ٌ
- ونَقْدَعُ مَنْ شِئنا ولا نتكَلَّفُ
- دَعاني كُلَيْبٌ بالمدينة ِ دَعوة ً
- وأَفْناءُ قَيسٍ شاهِدونَ وخِنْدِفُ
- فكانَ جوابي أنْ حَزَزْتُ أخاهمُ
- جِهَاراً،وأَنْيَابِي مِنَ الحَرْبِ تَصْرِفُ
- وقَالَ كُلَيْبٌ اخْضِبُوا لِيَ لحْيَتي
- لوَ انِّي غُدُوَّاً عندَ مروانَ أعرفُ
- فَلَمَّا دَنَا لِلْبَابِ أَشْبَهَ أُمَّهُ
- وقالتْ لهمْ نَفسُ المذلَّة ِأَزْحِفوا
- فَإِنْ يَكُ في بُعْرَانِ قَيْسٍ مَعُونَة ٌ
- يَكُنْ لِبَني العَجْلاَنِ في الضَّرْبِ مِخْشَفُ
- جزَيْتُ ابنَ أرْوى بالمدينة ِ قَرضَهُ
- وقُلْتُ لِشُفَّاعِ المَدِيَنة ِ:أَوْجِفُوا
- وإِنَّا لَنَزَّالُونَ تَغْشَى نِعَالَنَا
- سَوابغٌ مِنْ أصنافِ رَيْطٍ ورَفْرَفُ
- مَكَارِيمُ لِلْجِيرَانِ،بَادٍ هَوَانُنَا
- ذَواتَ الذُرَى مِنها سَمينٌ وأعْجَفُ
- خِلالَ بيوتِ الحَيِّ ، مِنها مُذَرَّعٌ
- بطَعْنٍ ، ومنها عاتبٌ مُتَسَيِّفُ
- إذا الطيرُ أمسَتْ وَهْيَ عُبْسٌ جوانِحٌ
- فُوَيْقَ بُيُوتِ الحَيِّ تَهْفُو وتَخْطَفُ
- ونحنُ بَنو أمٍّ ، نشأْنا ثلاثة ً ،
- نقومُ بأبوابِ الملوكِ فنُعرَفُ
- بَنو أمِّكُمْ ، إنْ تعرفوا الحقَّ يعرِفوا
- وإنْ تَنسِفوا يوماً عنِ الحقِّ يَنسِفوا
- فلا أعْرِفَنْ شَيخاً لهُ أمُّ سَبْعَة ٍ
- يُمَارِسُنَا يَوْماً إِذَا النَّاسُ أَجْحَفُو
المزيد...
العصور الأدبيه