الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> طَرَقَتْكَ زَيْنَبُ بَعْدَمَا طال الكَرَى >>
قصائدابن مقبل
طَرَقَتْكَ زَيْنَبُ بَعْدَمَا طال الكَرَى
ابن مقبل
- طَرَقَتْكَ زَيْنَبُ بَعْدَمَا طال الكَرَى
- دُونَ الْمَدِينَة ِ،غَيْرَ ذِي أصْحَابِ
- إلا عِلافِيَّاً ، وسَيفاً مُلْطَفاً
- وضِبِرَّة ً وَجْنَاءَ ذَاتَ هِبَابِ
- طَرَقَتْ وَقَدْ شَحَطَ الفُؤادُ عَنِ الصِّبَا
- وأتى المَشيبُ فحالَ دونَ شَبابي
- طَرَقَتْ بِرَيَّا رَوْضَة وَسْمِيَّة
- غَرِدٍ بذابِلِها غِنَاءُ ذَبابِ
- بقَرارَة ٍ مُتراكِبٍ خَطْمِيُّها
- والمِسْكُ خالَطَها ذَكِيُّ مَلاَبِ
- خَوْدٌ مُنَعَّمَة ٌ كأنَّ خِلافَها
- وَهْناً إذا فُرِرَتْ إلى الجِلْبابِ
- دِعْصا نَقاً ، رَفَدَ العَجاجُ ترابَهُ ،
- حُرٍّ ، صبيحة َ دِيمَة ٍ وذِهابِ
- قَفْرٍ ، أحاطَ بهِ غَوارِبُ رَمْلَة ٍ
- تَثْنيِ النِّعَاجَ فُرُوعُهُنَّ صِعَابِ
- ولقدْ أرانا لا يَشيعُ حديثُنا
- في الأقْرَبِينَ،وَلاَ إِلَى الأَجْنَابِ
- ولقدْ نعيشُ وواشِيانا بينَنا
- صَلِفَانِ،وَهْيَ غَرِيرَة ُ الأتْرَابِ
- إذْ نحنُ محتفِظانِ عَيْنَ عدوِّنا
- في رَيِّقٍ مِنْ غِرَّة ٍ وَشبَابِ
- تَبْدُو لِغِرَّتِنَا،وَيخَفْى َ شَخْصُها
- كطلوعِ قَرْنِ الشمسِ بعدَ ضبابِ
- تَبْدُو إذَا غَفَلَ الرَّقِيبُ وَزَايَلتْ
- عَيْنُ المُحِبِّ دُونَ كُلِّ حِجَابِ
- لفَظَتْ كُبَيْشَة ُ قَوْلَ شَكٍّ كَاذِبٍ
- مِنْهَا،وَبَعْضُ القَولِ غَيْرُ صَوَابِ
- قَوْمِي فَهَلاَّ تَسْأَلِينَ بِعِزِّهِمْ
- إذْ كَانْ قَوْمُكِ مَوْضِعَ الأذْنَابِ
- مُضَرُ التي لا يُستباحُ حَريمُها
- والآخِذونَ نَوافِلَ الأَنْهابِ
- والحائِطونَ فلا يُرامُ ذِمَارُهُمْ
- والحافظونَ مَعاقِدَ الأَحْسابِ
- ما بينَ حِمْصَ وحَضْرَمَوْتَ نَحُوطُهُ
- بسيوفِنا مِنْ مَنهَلٍ وتُرابِ
- في كُلِّ ذلِكَ يا كُبَيْشَ بُيُوتُنَا
- حِلَقُ الحُلولِ ثوابِتَ الأطْنابِ
- آطامُ طِينٍ شَيَّدَتْها فارِسٌ
- عندَ السُّيُوحِ رَوافِدٍ وقِبابِ
- نرمي النوابحَ كُلَّما ظهرَتْ لنا
- وَالحَقُّ يَعْرِفُهُ ذَوُوالأَلْبَابِ
- بِكتَائِبٍ رُدُحٍ،تَخَالُ زُهَاءَهَا
- كالشِّعْبِ أصبحَ حاجِراً بضَنَابِ
- وَالزَّاعِبِيَّة ِ رُذَّماً أَطْرَافُهَا
- وَالخَيْلُ قَدْ طُوِيَتْ إلَى الأَصْلاَبِ
- مُتَسَرْبِلاَتٍ في الحَدِيدِ تَكُفُّهَا
- شَقِّيَّة ٌ يُقْرَعْنَ بالأنيابِ
- مُتَفَضِّخَاتٍ بِالحَمِيمِ،كَأَنَّمَا
- نُضِحَتْ لُبُودُ سُرُوجِهَا بِذِنَابِ
- حُوٍ وَشُقْرٍ قَرَّحٍ مَلْبُونَة ٍ
- جُلُحٍ مُبَرِّزَة ِ النِّجَارِ عِرَابِ
- مِنْ كُلِّ شَوْحَطَة ٍ رَفِيعٍ صَدْرُهَا
- شَقَّاءَ تَسْبِقُ رَجْعَة َ الكَلاَّبِ
- وَكُلِّ أَقْوَدَ أَعْوَجِيٍّ سَابِحٍ
- عَبْلِ المُقَلَّدِ لاَحِقِ الأَقْرَابِ
- يَقِصُ الذُّبَابَ بِطَرْفِهِ وَنثِيرِهِ
- ويُثيرُ نَقْعاً في ذُرَى الأظْرابِ
- وسُلاَحِ كلِّ أَشَمَّ شَهْمٍ رابِطٍ
- عندَ الحفاظِ مُقلِّصِ الأثوابِ
- بالمَشْرَفيِّة كُلَّما صالوا بها
- قطعَتْ عِظامَ سواعدٍ ورِقابِ
المزيد...
العصور الأدبيه