الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> تأوبني الداء الذي أنا حاذره >>
قصائدابن مقبل
تأوبني الداء الذي أنا حاذره
ابن مقبل
- تأوبني الداء الذي أنا حاذره
- كما إعتاد مكموناً من الليله عائره
- وتأوَّب دائي من يعفُّ مشاشه
- عن الجارِ ، لا يشقى بهِ مَن يُعاشرُهْ
- ومَنْ يمنعُ النابَ السمينة َ هَمَّها
- إذا الخفُّ أمسى وهو جدب مصادره
- وأَهتَضِمُ الخالَ العزيزَ ، وأنتحي
- عليهِ إذا ضلَّ الطريقَ مَناقِرُهْ
- ولا أشتكي العفى ولا يخدمونني
- إذا هرَّ دون اللَّحم والفرث جازره
- ولا أصطفي لحم السنام ذخيرة ً
- إذا عَزَّ ريحَ المِسكِ بالليلِ قاتِرُهْ
- ولا يأمن الأعداء منِّي قذيعة ً
- ولا أشتم الحي الذي أنا شاعره
- ولا أطرق الجارات باللَّيل قابعاً
- قبوع القرنبي أخطأته محافره
- إذا كنت متبوعاً قضيت وإن أكن
- أنا التباعَ المولى فإنِّي مُياسِرُهْ
- أُؤَدِّي إليهِ غَيرَ مُعْطٍ ظُلامة ً
- وأحدو إليهِ حقَّهُ لا أغادرهْ
- وماءٍ تبدَّى أهله من مخافة ٍ
- فراخ الحمام الوراق في الصيف حاضره
- وردْتُ بعِيسٍ قدْ طلحْنَ وفتية ٍ
- إذا حرَّكَ الناقوسَ بالليلِ زاجرُهْ
- قطعنا لهنَّ الحوض،فابتلَّ شطره،
- لشُربٍ غِشَاشٍ ، وَهْوَ ظمآنُ سائرُهْ
- وهن سمامٌ واضع حكماته
- مُخَوِّيَة ٌ أعجازُهُ وكَراكِرُهْ
- وظلٍّ كظل المضرحيِّ رفعته
- يطيرُ إذا هنَّتْ له الريحُ طائرُهْ
- لبيض الوجوه أدلجوا كلَّ ليلهم
- ويمِهمُ حتى استَرَقَّتْ ظَهائرُهْ
- فأضْحَوْا نَشاوى بهالْفَلا بينَ أَرْحُلٍ
- وأقواسِ نبعٍ هُزَّ عَنَّا شَواجِرُهْ
- أخذنا قليلاً من كرانا،فوقعت
- على مَبْرَكٍ شَأْسٍ غليظٍ حَزاوِرُهْ
- رقاداً به العجلان ذو الهمِّ قانعٌ
- ومن كان لا يسري به الهمَّ حاقره
- فأصبح بالموماة رصعاً سريحها
- فللإنس باقيه، وللجنِّ نادره
المزيد...
العصور الأدبيه