الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ابن مقبل >> بَانَ الخَلِيطُ فَمَا لِلْقَلْب مَعْقُولٌ >>
قصائدابن مقبل
بَانَ الخَلِيطُ فَمَا لِلْقَلْب مَعْقُولٌ
ابن مقبل
- بَانَ الخَلِيطُ فَمَا لِلْقَلْب مَعْقُولٌ
- ولا على الجيرَة ِ الغادِينَ تَعْوِيلُ
- أمَّا همُ فعُداة ٌ ما نُكلِّمُهمْ
- وَهْيَ الصديقُ بها وَجْدٌ وتَخْبِيلُ
- كأنَّني يومَ حَثَّ الحادِيانِ بها
- نحوَ الإوانة ِ بالطاعونِ مَتْلولُ
- يومَ ارْتحلْتُ برَحلي دونَ بَرْذَعَتي
- والقَلبُ مُسْتَوْهِلٌ بِالبَينْ مَشْغُولُ
- ثُمَّ اغْتَرَزْتُ على نِضْوِي لاِبْعَثَهُ
- إثْرَ الحُمولِ الغَوادي وَهْوَ مَعْقولُ
- فاستعجلَتْ عَبْرَة ٌ شَعْواءُ ، قَحَّمَها
- ماءٌ،ومالَ بها في جَفْنِها الجُولُ
- فقلتُ: ما لِحُمولِ الحَيِّ قدْ خَفِيَتْ
- أَكَلَّ طَرفيَ ، أمْ غالَتْهُمُ الغُولُ؟
- يَخْفَوْنَ طَوْراً ، فأبكي ، ثمَّ يرفعُهُمْ
- آلُ الضُّحى والهِبِلاَّتُ المَراسيلُ
- تَخْدِي بهمْ رُجُفُ الأَلْحِي مُلَيَّثَة ٌ
- أظْلالُهُنَّ لأيديِهنَّ تَنْعيلُ
- وللحُداة ِ على آثارِهمْ زَجَلٌ
- ولِلسَّرَابِ على الحِزَّانِ تَبْغِيلُ
- حتى إذا حالَتِ الشَّهْلاءُ دونَهمُ
- واسْتوقَدَ الحَرُّ قالوا قَولة ً: قِيلُوا
- واسْتَقَبُلوا وَادِياً جَرْسُ الحمامِ بهِ
- كأنَّهُ نَوْحُ أَنْباطٍ مَثاكِيلُ
- لمْ يُبقِ مِن كَبِدي شيئاً أعيشُ بهِ
- طُولُ الصَّبابة ِ والبِيضُ الهَراكيلُ
- من كلِّ بَدَّاءَ في البُرْدَيْنِ يَشغلُهَا
- عنْ حاجة ِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحْجِيلُ
- مِمَّنْ يَجُولُ وِشاحَاهَا إِذَا انْصَرَفَتْ
- ولا تَجُولُ بساقَيْها الخَلاخِيلُ
- يَزِينُ أعداءَ مَتْنَيْها ولَبَّتَها
- مُرَجَّلٌ مُنْهَلٌ بالمِسكِ مَعْلولُ
- تُمِرُّهُ عَطِفَ الأطرافِ ذَا غُدَرٍ
- كأنَّهُنَّ عناقيدُ القُرى المِيلُ
- هِيفُ المُرَدَّى رَدَاحٌ في تأَوُّدِهَا
- مَحْطُوطَة ُ المَتْنِ والأَحشاءِ عطبْوُلُ
- كأنَّ بينَ تَرَاقِيهَا ولبَّتِهَا
- جَمْراً بهِ مِن نجومِ الليلِ تَفصيلُ
- تَشفي منَ السِّلِّ والبِرْسَامِ رِيقَتُهَا
- سُقْمٌ لمنْ أَسقمتْ داءٌ عقابيلُ
- تَشفي الصَّدَى ،أَينما مَالَ الضَّجِيعُ بها
- بعدَ الكَرى ، رِيقَة ٌ مِنها وتَقْبيلُ
- يَصْبوا إليها ، ولوْ كانوا على عَجَلٍ
- بالشِّعْبِ مِن مكّة َ الشِّيبُ المَثاكيلُ
- تَسْبي القلوبَ ، فمِنْ زُوَّارِها دَنِفٌ
- يَعْتَدُّ آخِرَ دُنياهُ ، ومَقتولُ
- كأَنَّ ضَحْكَتَها يوماً إِذَا ابْتَسَمَتْ
- بَرْقٌ سَحَائِبُهُ غُرٌّ زَهَالِيلُ
- كأنَّهُ زَهَرٌ جاءَ الجُنَاة ُ بهِ
- مُسْتَطْرَفٌ طَيِّبُ الأرواحِ مطلولُ
- كأنَّها حينَ يَنْضُو النَّوْمُ مِفْضَلَها
- سَبِيكَة ٌ لم تُنَقِّصْهَا المثاقيلُ
- أوْ مُزْنَة ٌ كَشَّفَتْ عنهَا الصَّبَا رَهَجاً
- حتَّى بَدَا رَيِّقٌ منْهَا وتَكْلِيلُ
- أوْ بَيضة ٌ بينَ أجْمادٍ يُقَلِّبُها
- بالمِنْكَبَيْنِ سُخَامُ الزَّفِّ إجْفيلُ
- يخشى َ النَّدَى ،فَيُوَلِّيهَا مَقَاتِلَهُ
- حتَّى يُوافيَ قَرْنَ الشَّمْسِ تَرْجِيلُ
- أونَعْجَة ٌ منْ إِرَاخِ الرَّمْلِ أَخْذَلَهَا
- عنْ إلْفِها واضحُ الخَدَّيْنِ مَكْحولُ
- بِشُقَّة ٍ منْ نَقَا العَزَّافِ يَسْكُنُهَا
- جِنُّ الصَّريمة ِ والعِينُ المَطافيلُ
- قالتْ لها النفْسُ: كُوني عندَ مَولِدِهِ
- إنَّ المُسَيْكِينَ إنْ جَاوَزْتِ مَأْكُولُ
- قَالقلبُ يَعْنَى بِرَوْعَاتٍ تُفَزِّعُهُ
- واللَّحْمُ منْ شِدَّة ِ الإِشْفَاقِ مَخْلُولُ
- تَعْتادُهُ بفؤادٍ غيرِ مُقْتَسَمٍ
- ودِرَّة ٍ لمْ تَخَوَّنْهَا الأَحاليلُ
- حتَّى احْتَوَى بِكْرَهَا بِالجَوِّ مُطَّرِدٌ
- سَمَعْمَعٌ أَهْرَتُ الشِّدْقينْ زُهْلُولُ
- شَدَّ المَماضِغَ منهُ كلَّ مُنصَرَفٍ
- منْ جانبيهِ،وفي الخُرْطُومِ تَسْهِيلُ
- لمْ يبقَ مِن زَغَبٍ طارَ النَّسيلُ بهِ
- على قَرا مَتنِهِ إلاَّ شَماليلُ
- كأنَّما بينَ عينَيْهِ وزُبْرَتِهِ
- مِن صَبْغِهِ في دماءِ القومِ مِنْديلُ
- كَالرُّمْحِ أرقلَ في الكَفَّينِ واطَّردتْ
- منهُ القَنَاة ُ،وفيها لَهْذَمٌ غُولُ
- يطوي المفَاوِزَ غيطاناً،ومَنْهَلُهُ
- منْ قُلَّة ِ الحَزْنِ أحواضٌ عدامِيلُ
- لمَّا ثَغَا الثَّغْوَة َ الأُولَى فَأَسمعهَا
- ودونَه شُقَّة ٌ: مِيلانِ أوْ مِيلُ
- كادَ اللُّعاعُ مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها
- ورِجْرِجٌ بينَ لحْيَيْهَا خَنَاطِيلُ
- تُذْري الخُزامى بأَظْلافٍ مُخَذْرَفَة ٍ
- ووَقْعُهُنَّ إذا وقَعْنَ تَحْليلُ
- حتى أتتْ مَرْبِضَ المِسكينِ تبحَثُهُ
- وحَوْلهَا قِطَعٌ منهُ رَعَابِيلُ
- بحثَ الكعابِ لِقُلْبٍ في مَلاَعِبِهَا
- وفي اليدَيْنِ منَ الحِنَّاءِ تَفْصيلُ
المزيد...
العصور الأدبيه