الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> وجودك حيى الملك والدين والدنيا >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- وجودك حيى الملك والدين والدنيا
- وجودك أحيا المجد والسيرة العليا
- وجدك أولى الأمن واليمن والهدى
- وجدك جلى الخطب والموئد الدهيا
- لك الله من ملك سعيد زمانه
- تكنفتنا عدلا وأوسعتنا رعيا
- إذا ألمت أو أملتك عصابة
- تواسي الذي استجدى وتأسو الذي أعيا
- ألم تر أن الدهر أذعن طائعا
- لما شئت لا يعصيك أمرا ولا نهيا
- فقابل عيد مقبل لك بالمنى
- وطالع سعد حاكم لك بالبقيا
- وداع دعا حي على بيعة الرضا
- فإنجاز وعد أالله أصبح مأتيا
- هلموا إلى تقبيل راحة يوسف
- فمن وجهه البشرى ومن كفه السقيا
- ألا الرحمن نصر نبيه
- فحيا تحيات العلا ذلك الحيا
- همام أجد الدين بعد اختلافه
- وألبسه من عدل أيامه وشيا
- وفرق بين الحق والشك إذ جرى
- على سنن الفاروق في هديه جريا
- فمن نوره الأرجاء باهرة السنا
- ومن ذكره الأفواه عاطرة الريا
- أهاب فلبى الفتح داعيه إذ دعا
- وأصرخه النصر المؤزر إذ أيا
- هو السحب جودا والكواكب همة
- وبدر الدجى وجها وشمس الضحى رأيا
- فلو راع صرف الدهر يوما بجيشه
- لأصبح نسيا آخر الدهر منسيا
- من القوم شادوا الدين بدءا ودافعوا
- بأسيافهم عن ركنه الوهن والوهيا
- من القوم جادوا بالنفوس كأنما
- يسقون في ورد الردى الشهد والأريا
- من القوم آووا خاتم الرسل أحمدا
- وهم عضدوا التنزيل والحق والوحيا
- بدور لسار أو بحور لسائل
- فمن تلق منهم تلق أروع بدريا
- فمن أدهم أضفى عليه مسجيا
- رداء كلون البرس ألحف زنجيا
- ومن أشقر كالبرق يستبق الصبا
- ومن أشهب يفري أديم الدجى فريا
- ومن أحمر تحت العجاج كأنه
- سنا شفق يلتاح في الليلة الدجيا
- ومن أشعل رش النجيع احمراره
- وقد سامت الهيجاء مرجلها غليا
- وأصفر حلاه الأصيل نضاره
- ووشى بنيل النيل أعرافه وشيا
- عراب كما تنصاع قتم كواسر
- إذا استعجلوها من مرابطها العليا
- حرام عليها أن يفوت قنيصها
- ولو أنها تبغي الفراقد والجديا
- ولا يحملون النار عن ثقة بها
- سنابكها تستحضر الزند والوريا
- حشاياهم عند الكرى صهواتها
- فأحلامهم بالسبي صادقة الرؤيا
- ألا في سبيل الله سيرتك التي
- ينادي بها الإيمان حي هلا حيا
- تجليت للدنيا فأشرق نورها
- وقد كان وجه الدهر ذا مقلة عميا
- فكم نصرة لله جهرا قضيتها
- وكم نعمة غماء قضيتها خفيا
- وكم كربة جليت داج ظلامها
- وداع لنصر الله لم تره الأيا
- وكم وثقت بالنصر منك كتيبة
- بعثت بها لا تعرف الجهد والونيا
- تدوخ أقطار العدو بعدوها
- وتقهرهم قتلا وترهقهم خزيا
- فلم تبق إلا من حمتها جفونها
- أو الشنب المعسول والشفة اللميا
- وأهيف ساجي المقلتين إذا انتهى
- تثنى لنا غصنا ولا حظنا ظبيا
- جرت سانحات بيننا وبوارحا
- فكانت لنا غنما وكانت لهم نعيا
- فيا حلم الملك الذي عم عدله
- جميع الورى إن أشكل النص والفتيا
- ومن قوله فصل ومن فعله هدى
- ومن ملكه رشد به أذهب الغيا
- لمعنى حباك الله بالملك ناشئا
- أهل العلم في المهد مهديا
- ودونكها يصبو الحليم لحسنها
- وتسبي عقول السامعين لها سبيا
- تصير حر الشعر عبدا وإن يكن
- محل من الإبداع غايته القصيا
- تجرر ذيل الزهو عند جريره
- وطائيه تطوي وتكند كنديا
- ويهتز عطف الملك عند سماعها
- كهزة كفيك الجسام اليمانيا
- نتيجة قلب ممحض لك وده
- تبيد الليالي وهي باقية تحيا
- فلا زلت يا أقصى الملوك مآثرا
- وأمضاهم في الله أبيض هنديا
- رضاك لرضوان الإله مبلغ
- وحبك ذخر في الممات وفي المحيا
المزيد...
العصور الأدبيه