الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> هي أسعدٌ ما دونهنَّ حجابُ >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- هي أسعدٌ ما دونهنَّ حجابُ
- لا ينقضي عدٌّ لها وحسابُ
- وبشائرٌ تصلُ النُّفوس كأنَّما
- بين النُّفوس وبينها أنسابُ
- تأتي على قدرٍ فيخلفُ بعضُها
- بعضاً كما خلفَ السحابَ سحابُ
- أما الفتوحُ فقد تجلَّى واضحٌ
- من صبحِها الأجلى وفُتح بابُ
- وسَرَت بشائرها بكل تحية
- شُدَّتْ لها الأفْتادُ والأقْتابُ
- حتى إذا شَمِل البلاد وأهلها
- فعلا لهم قَدَحٌ وعَزَّ جَنابُ
- طَلَعتْ على الأعقاب أعزَّ موقعا
- منها والآلاء عذابُ
- فارتاح دوْحُ المُلْك عنْ فرْع العُلا
- وازداد في أفُق الجلال شهابُ
- واسْتُلَّ مِن أجفان خَزْرج صارمٌ
- خَضَعت إليه مفارقٌ ورِقابُ
- وهوتْ إليه أسِنَّة وأسِرَّة
- ومواكبٌ وكتائبٌ وكتابُ
- فاسْعدْ أميرَ المسلمين بطالع
- يُمْنى إليه الحرْبُ والمحرابُ
- واشْدُد به لأخيه أزْرا وارتقِبْ
- منهم أسُودا والأسِنَّة غابُ
- فإذا تسعَّرتِ الوغى وتنكَّرتْ
- بهم الرجال دعَوْتهم فأجابوا
- ورميْتَها منهم بكُلِّ مُجَرِّبٍ
- ذلَّتْ له الأقرانُ وهي صعابُ
- هُنِّيتها نُعْمى إليك جليلة
- لا يسْتَقِلُّ بشُكْرها إطنابُ
- لله منك مؤيَّدٌ ذو عَزْمة ٍ
- راضٍ وأيامُ الزمان غِضابُ
- مِن آل نصرٍ من ذؤابة خزرج
- قومٌ همُ الأنصارُ والأصحابُ
- آثاركَ الغَرُّ الكرامُ كواكبٌ
- تأبى الكواكبُ أن يضِلَّ ركابُ
- فإذا همَمْتَ بلغْتَ كلَّ مُمَنَّع
- وإذا رأيت الرأي فهو صوابُ
- أبديتَ من تقوى الإله سريرة ً
- يُحْبى مقامُك فضْلَها ويُثابُ
- وجرَيْتَ في العلياء مقتدِيّا بما
- دَخَرَتْ إليك أرُومَة ٌ ونِصابُ
- فاسْلم ومُلْكُك آمن مما يَتَّقي
- تضْفو عليه للمُنى أثواب
المزيد...
العصور الأدبيه