الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> هلُمَّ فما بيني وبينَكَ ثالثُ >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- هلُمَّ فما بيني وبينَكَ ثالثُ
- وقد غفَلَتْ في الحبِّ عنا الحوادِثُ
- وما ثَمَّ غيرُ الكاس والآسي والهَوى
- وغيرُ المثاني ساعَدَتْها المثالثُ
- أفي الحق يا أخت الغَزالة أنني
- أجدُّ بأشواقي ولحظُكَ عابِثُ
- أعوذُ بصبري من جفونٍ مريضة ٍ
- لها مرضٌ في القلب مني لابثُ
- ووالله ما تُغني ولا تنفعُ الرُّقى
- وهاروتُها في عُقدة ِ السِّحر نافثُ
- إذا هزَّ غصنُ البان عاطِرَ نسمة ٍ
- مع الفجرِ هزتني إليك البواعثُ
- وما كان عهدٌ في هواك عقدتُهُ
- لينكُثَهُ حتى القيامة ناكِثُ
- هل العيشُ إلا الوصلُ في عَقِبِ الكرى
- وللشَّوق داع في القلوب وباعِثُ
- وكأس عتابٍ في الهوى نُقْلُها الرضا
- يدير حمَّياها النَّديمُ المحادِثُ
- جزى الله عنَّا الدَّهرَ خير جزائهِ
- وإن سَبَقَتْ منه خُطوبٌ كوارثُ
- غنِينا فلم نحتَجْ إلى البدر والحيا
- إذ ضَنَّ غَيْثٌ أو إذا جنَّ حادث
- لئن غرَّ بدرُ الأفق فضل انفرادِهِ
- فبين القصورِ البيض ثانٍ وثالِثُ
- وإن حلف الغيْثُ السَّكوبُ بأنه
- أعمُّ ندى من يوسفِ فهو حانِثُ
- سجاياه تَروي من حديث كَمالِهِ
- صحائفَ فيها للعُلاء مباحِثُ
- مثابة مجدٍ بين سعدٍ عبادَة ٍ
- ونصر زكا منهم قديمٌ وحادِثُ
- فلا يُنْقَضُ الرأي الذي هو مُبرِمٌ
- ولا يحذر الجيشُ الذي هو باعِثُ
- غنيٌّ بحفظ الله عن حفظ نفسِهِ
- إذا خيفَ أمرٌ أو تُوُقِّعَ حادِثُ
- أمولاي إن حُدِّثْتَ عن سحر بابلٍ
- فإني بالسِّحرِ الحثيثِ لنافِث
- أتتك تروقُ العينَ خُبْراً ومخْبراً
- كما جَلَبَ النَّوْرَ الرِّياضُ الدمائثُ
- فدُم للعلا زيناً وللدينِ عُدَّة ً
- وللملك سيفاً تتقيهِ الحوادثُ
- فمُلكُكَ للأملاكِ لا شكَّ غالِبٌ
- وعمرُكَ للأعمارِ لا شكَّ وارِثُ
المزيد...
العصور الأدبيه