الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> هلم فجفن الدهر قد لاذ بالغمض >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- هلم فجفن الدهر قد لاذ بالغمض
- وأمكن ميدان التصابي من الركض
- إلى مجلس حيا مقاصده الحيا
- وراح به الريحان في الطول والعرض
- ويوم كأخلاق الصبي إذا بكى
- حبته من الصحو السماء بما يرضى
- فيضحك أحيانا ويعبث تارة
- فمن ضحك يأتي ومن عبرة تمضي
- وروض دنت للهاصرين قطوفها
- فكان كلام القوم بعضا إلى بعض
- أهذي التي كنا وعدنا بنيلها
- وجنة عدن في السماء أم الأرض
- كأن الصبا جاءت تخبر قضبها
- سحيرا بأن الوقت ضاق عن الفرض
- فأسرعت الأغصان تبتدر الثرى
- وتعمر باقي الوقت منه بما تقضي
- وسالت دموع الطل عند سجودها
- كما بكت العباد من خشية العرض
- ونامت جفون النرجس الغض بينها
- كأن خضيب الطير قال لها غض
- فمن أبيض كالدر حف بأصفر
- هناك ومصفر يحف بمبيض
- ترى النحل في أثنائهن كأنما
- صيارف عاثت في الدراهم بالقرض
- ومرضعة طفلا من العود ثديها
- ولا در إلا الدر من أدب محض
- كأن أباه الدوح ورد خدها
- بما جاده نيسان من ورده الغض
- وتطلب أحيانا بفرض رضاعه
- فيبتز من تلك الدراهم في الفرض
- إذا لمسته بالبنان تخالها
- طبيبا من الحذاق جس على نبض
- وتدني إليه السمع تصغي كأنه
- يحقق قدر البسط فيه من القبض
- وراح إذا ناجيت في الكأس روحها
- رأيت اتصال الروح بالعالم الأرض
- إذا طلعت مفترة في سعودها
- تبشر أحكام السرور بما تقضي
- إذا سمح الدهر الضنين بساعة
- فعض عليها جاهدا أيما عض
- فإن لم يساعدك الزمان فإنما
- وجودك في الأيام كالعدم المحض
المزيد...
العصور الأدبيه