الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> مقامك مرفوع على عمد السعد >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- مقامك مرفوع على عمد السعد
- وحمدك مسطور على صحف المجد
- وحبك أشهى في القلوب من المنى
- وذكرك أحلى في الشفاه من الشهد
- كرمت إلى أن كاد يسألك الحيا
- وصلت إلى أن هابك السيف في الغمد
- وجمع منك الله مفترق العلا
- وشتى المعاني الغر في في علم فرد
- وأحييت آثار الخلائف سابقا
- حياد المدى فيما تعيد وما تبدي
- ولا مثل شفاف الضياء بنيته
- على الطائر الميمون والطالع السعد
- توشح من زهر النجوم قلادة
- ومن فلق الإصباح أصبح في برد
- مقام الندى والباس والعدل والتقى
- ومستودع العلياء والشرف العد
- دحيت من الزليج صفحة أرضه
- بلونين مبيض الأديم ومسود
- كما رقم الكافور بالمسك والتقت
- ذوائب من شعر أثيث على خد
- وأرسلت فيه جدول الماء سائلا
- كما سل مصقول الغرارين من غمد
- تقابل بيتاه وقد أبرزتهما من
- الدين والدنيا علاك على حد
- فألبست هذا حلة الملك والغنى
- وألبست هذا شملة النسك والزهد
- وكم عبرة أبديت تلعب بالنهى
- فتنحرف الأذهان منا عن القصد
- فكم عادة تختال تحت منصة
- معصفرة السربال مصقولة الخد
- من الصفر إلا أنها عربية
- إذا اجتليت فيها سمات بني سعد
- حبتها دمشق الشام كل زجاجة
- أرق من الشكوى وأصفى من الود
- رأينا به كرسي كسرى وتاجه
- تلاحظه عينا على قدم العهد
- وكم رامح للفرس فيها ونابل
- وراح تعاطيها مهفهفة القد
- ومن سرر مرفوعة وأرائك
- كما رقمت أيدي الغمام صبا نجد
- يذكر مرآها قلوب أولي النهى
- بما وعد الأبرار في جنة الخلد
- حدائق ديباج سقتها من الحيا
- سحائب أفكار مهنأة الورد
- فما شئته من نرجس وبنفسج
- وآس وسوسان نضير ومن ورد
- وهبت رياح النصر في جنباتها
- فأنشأن سحب العنبر الورد والند
- مطارد فرسان ومجرى سوابح
- ومكنس عزلان وغابة ذي لبد
- تكنفها عدل الخليفة يوسف
- فترعى الظباء العفر فيها مع الأسد
- إمام هدي من آل سعد نجاره
- ونصر الهدى ميراثه لبني سعد
- مآثره تلتاح في أفق العلا
- وآثاره تستن في سنن الرشد
- فتلحظ من أنواره سورة الضحى
- وتحفظ من آثاره سورة الحمد
- من النفر الوضاح السادة الأولى
- يغيثون في الجلى ويوفون بالعهد
- إذا حدثوا تروي الرواة حديثهم
- عن الأسمر الخطي والأبيض الهندي
- أناصر دين الله وابن نصيره
- على حين لا يغني نصير ولا يجدي
- طلعت على الدنيا بأيمن غرة
- أضاء بها نور السعادة في المهد
- وكم رصدت منا العيون طلوعها
- فحقق نصر الله في ذلك الرصد
- وقت بيتك المعمور من كل حادث
- عناية من يغني عن الآل والجند
- تهنأ به الأيام دانية الجنا
- وصافح به الآمال منظومة العقد
- ودونكها من بحر فكري جواهرا
- تقلد في نحر وتنظم في عقد
- يقوم بآفاق البلاد خطيبها
- يترجم عن حبي ويخبر عن ودي
- ركضت لها خيل البديهة جاهدا
- وأسمعت آذان المعاني على بعد
- فجاءت وفي ألفاظها لفف الكرى
- سراعا وفي أجفانها سنة السهد
- تقول رواة الشعر عند سماعها
- ترى هل لهذا الند في الأرض من ند
- رعى الله قطرا أطعلعتك سماؤه
- وبورك في مولى كريم وفي عبد
المزيد...
العصور الأدبيه