الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> ما ضر لو سلم أو ودعا >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- ما ضر لو سلم أو ودعا
- من أودع القلب الذي أودعا
- ضن برجع الطرف يوم النوى
- هلا رعى عهدي كما أرعى
- زم المطايا وتخلفني
- أسأل عنها الطلل البلقعا
- وصار لا يلوي على ظبة
- يوما ولا يلوي لها أخدعا
- وارتحل القلب على إثره
- فصرت أبكيه وقلبي معا
- نشدتك الله نسيم الصبا
- إن جئت في تسيارك الأجرعا
- فصرت في أغصانه ذبلا
- وغدت من غدرانه أدرعا
- عرج على الوادي كذا يسرة
- وابلغ سلامي ذلك المربعا
- وقل له إني مقيم على
- ودي إذا أخلف أو ضيعا
- يا سائلي كيف طعم الهوى
- لله ما أحلى وما أفظعا
- كأنما في أضلعي بارق
- يهفو إذا ما صادح رجعا
- كأنما دمعي إذا استنصرت
- لواعج الشوق به أسرعا
- وضمر الشقر على وجنتي
- تصنع ما شاءته أن يصنعا
- جيش بني نصر ملوك الورى
- قوما إذا الداعي لخطب دعا
- خلائف مجدهم أقدم
- سما جلالا ونما تبعا
- بيت على أس الهدى قائم
- قد أذن الله بأن يرفعا
- أملاك صدق جاهدوا في العدا
- وصيروا أملاكها خشعا
- فاستشهد الآثار في أرضها
- تلف بكل ربوة مصرعا
- إن بطش الدهر بقوم حموا
- أو تعثر الأيام قالوا لعا
- أوجئتهم في الجدب تبغي الندى
- سحوا عليك السحب الهمعا
- وإن خبرت القوم ألفيتهم
- لله ما أهدى وما أروعا
- في حومة الحرب أسود الشرى
- وفي الظلام سجدا ركعا
- كواكب الأرض وأنوارها
- أضحى بهم مغربها مطلعا
- كفاهم أن أنجبوا يوسفا
- الأريحي الملك الأروعا
- ملكا عميم الجود سح الندى
- أجدى من الوابل أو أنفعا
- ألف بالعدل قلوب الورى
- وفرقت يمناه ما جمعا
- يهوي إليه الوفد مستأنسا
- من نازح الآفاق ما انتسا
- حتى إذا ما أبصروا وجهه
- صدق مرأى عندهم مسمعا
- حاط بلاد الله من بعدما
- هبت بها ريح العدا زعزعا
- وابتهلت فيه قلوب الورى
- والله جل اسما سميع الدعا
- فصانها منه بماضي الظبا
- إن هم أمضى أو همى أترعا
- فجرد البيض وجر القنا
- وجرع الأعداء ما جرعا
- يا ناصر الدين وحامي الهدى
- إن غاله خطب وإن روعا
- مالي بما أوليك من مقول
- وإن غدوت اللسن المسقعا
- فاستقبل الأيام وضاحة
- واجن جنى النصر فقد أينعا
- واهنأ بنيروز مسراته
- قد أصبحت أبوابها شرعا
- دمت رفيع الملك سامي العلا
- ما طاف بالبيت امرؤ أوسعا
المزيد...
العصور الأدبيه