الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> لمّا دعا داعي الهوى لبّيْتُهُ >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- لمّا دعا داعي الهوى لبّيْتُهُ
- وحثَثْتُ رحْلي مُسْرعا وأتيْتُهُ
- وحَجَجْتُ كعْبتهُ فما من منْسكٍ
- إلا أقمْتُ شعارَهُ وقضَيْتُهُ
- ولو أنني أنصفتُ حجّ لي الهوى
- عيناي زمْزمُهُ وقلبي بيْتَه
- من مُنْصِفي من جيرة ٍ لم يَرْحمُوا
- دمْعاً على عَرَصاتِهم أجْرَيْتُه
- راعوا فُؤادي بالصُّدودِ وما رَعَوْا
- عهْداً لهم حافَظْتُهُ ورَعَيْتُه
- طاوَعْتُ قلبي حين لجّ لَجاجُهُ
- في حُبّهم ولو انتهى لنهَيْته
- من ذا يُواسي في أسًى حالفْتُه
- أم من يُعاني مِن جَوى ً عانَيْتُه
- مهما زَجَرْتُ صبابتي حرَّضْتُها
- وإذا كفَفْتُ تشوُّقي أغْريْتُه
- يا من سُكوتي في هواهُ تفكُّرٌ
- في شأنِهِ وإذا نَطَقْتُ عَنَيْتُه
- يا من أموّهُ بالصِّفاتِ وبالحُلى
- من أجْلِهِ وأغارُ إن سَمّيْتُه
- يا روضة ً غرسَتْ لِحاظي وردَها
- وسكبْتُ دمعي ديمة ً وسقيْتُه
- فإذا جنيتُ بناظري من زَهْرها
- كتب الهوى ذنباً عليَّ جَنيتُه
- أدَّى إلي الطَّيفُ عنك رسالة ً
- فقرأتُها ولو اسطتعتُ قريتهُ
- ما كان ضرَّكَ لو أبحْتَ مقامَهُ
- فبثثتُهُ شكواي أو ناجَيْتُه
- قالت فِداكَ أبي فؤادُك في يدي
- عانٍ ولو أنِّي أشاء فديتُه
- طبُّ المسيحِ لديَّ منه مسحة ً
- أيقيمٌ داء كلَّما داويتهُ
- أهدى لمن يبغي الشِّفاء من الجوى
- فيفيقُ مضناه ويحيا ميتُه
- بيدي حياة ُ متيَّمي وحِمامُهُ
- فلكم تلافيْتُ الذي أفنيتُه
- أسألتَ يوماً يوسُفاً مولى الورى
- شِيَمَ الندى والباسِ واستجْدَيْتَه
- مَلِكٌ إذا بذلَ الحبا قال الحيا
- أخشى الفضيحَة َ إن أنا جاريْتُه
- أمر العُلا ونهى فقالت طاعة ٌ
- ما شاء شِئْتُ وما أباه أبيْتُه
- وسما انتماءً في ذؤابة ِ خزرجٍ
- فزكت أرومتُهُ وقدِّسَ بيتُه
- بيتٌ عمادُ علاهُ سعد عُبادة ٍ
- وطنابُهُ الأنصار نِعْمَ البيتُ
- مولاي قابل بالقبولِ وبالرِّضا
- نظماً بدرِّ ثناك قد حلّيْتُه
- رقَّتْ معانيه لديّ فلو جرى
- سَحَراً نسيمُ الرَّوضِ لاسْتجفَيتُه
- وعلى احتكامي في القَريضِ وإنني
- يرويهِ عنِّي الدَّهرُ إن روَيْتُه
- فلقد هممْتُ بأن أقوم بواجبٍ
- من حقِّ مدحِكَ ثم ما وفَّيتُهُ
المزيد...
العصور الأدبيه