الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> سيدي أنت عمدتي فاحتَملْني >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- سيدي أنت عمدتي فاحتَملْني
- وتغمَّد بالفضل منكَ جَفائي
- مبتلًى أنت بالبرابر والغُزز
- وأهل الجبالِ والصحراء
- وذوي أينُقٍ وأهل حميرٍ
- ورجال وصِبية ٍ ونساء
- وبوادٍ يجري لك الجلفُ منهم
- بكِساء طوْرا ودونَ كِساء
- ترفعُ الصَّوت إن مررتَ عليهم
- كالكراكيَّ أو بناتِ الماء
- وإذا ما اعتذرتَ لم يقبلوا الأعذارَ
- خصَّ القبول بالعُقلاء
- وشيوخ بيض اللحا خضَّبوا الأرجلَ
- مثل الحمامِ بالحِنّاء
- وسعاة ٍ ذوي اجتداءَ والحافٍ
- شديدٍ يأتون بعد العَشاء
- وأفاريد يسرُدون دويا
- كدويِّ الرَّحى قليلِ الغَناء
- يكتب الشَّخص منهم ألف حولٍ
- وهو لا يستبين شكلَ الهجاء
- غير ذالٍ تردُّ دالا وظاء
- جُعِلت نائبا منابَ الطّاء
- وحبيشٍ كلامُهم يشبه الخُطّاف
- عند انفجارِ خيطِ الضِّياء
- وتيوسٍ من أهل أندلُسٍ قد
- قصدوا عن ضرورة ِ وجلاءَ
- كان منهمْ مرزبَّة ٌ وسواهُ
- وهو فيهم من جملة ِ الظُّرفاءَ
- وذوو كدية ٍ وقومٌ أسارى
- عبروا البحرَ رغبة ً في الفِداء
- أوقحُ القومِ ضجَّت الأرضُ منهم
- نبذوا كل حشمة ٍ وحياء
- وسع الكلَّ منك خُلْقٌ جميلٌ
- وجناب للفضلِ رحبُ الفِناء
- وتولوا عن انفرادٍ يبثون
- وقد أسعفوا حميدَ الثّناء
- من له قدرة ٌ سواكَ على الخدمة ِ
- بوركت أو على الثُّقلاء
- إنما أنت للبريَّة ِ كهفٌ
- وملاذٌ في شدة ِ ورخاء
- أين ثِقلي إذا فُرضْت ثقيلا
- وكثيرَ الجفاء من هؤلاء
- ومُقامي نزر وأصرفُ وجهي
- لِسَلا حيثُ معدن الحُمقاء
- فأعنِّي واصرف لتجديدِ ما أصدرتُ
- وجهَ الأماجِدِ الحُسباء
- وأعِدني لخَلوتي عن قريبِ
- لا تعذِّب قلبي بِطول الثَّواء
- خالِصاً عند كلِّ سرٍّ وجهرٍ
- لك حُبي ومِدْحتي ودُعائي
- أنت أنقذتَهُ وليس له إلاك
- في كل غاية ٍ وابتداء
- ختم الله بالرضا يا ابن رضوانٍ
- لك العُمرُ بعد طولِ البقاء
- شفاءُ عِيّاضٍ للنفوس شِفاءُ
- فليس لفضلٍ قد حواهُ خَفاءُ
- هديّة ُ برٍّ لم يكُن لِجزيلها
- سوى الأجرِ والذكرِ الجَميل كِفاءُ
- وفى لنبيِّ الله حقَّ وفائِهِ
- وأكرمُ أوصافِ الكِرامِ وفاءُ
- وجاء به بحراً يقولُ بفضلهِ
- على البحرِ طعمٌ طيَّبٌ وصفاء
- وحقُّ رسولِ الله بعد وفاتِهِ
- رعاهُ وإغفالُ الحقوق جَفاء
- هو الذُّخر يُغْني في الحيلة عتادُهُ
- ويتركُ منه للبنينَ رِفاء
- هو الأثرُ المحمودُ ليسَ ينالُهُ
- دُثورُ ولا يُخشى عليه عفاءُ
- حرصتُ على الإطنابِ في نشرِ فضلِهِ
- وتمجيدِهِ لو ساعدتني فاءُ
المزيد...
العصور الأدبيه