الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> خذها فقد وضح الصباح ولاحا >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- خذها فقد وضح الصباح ولاحا
- والروض يهدي عرفه النفاحا
- ما زال يكتم من حديث نسيمه
- والآن أمكنه الحديث فباحا
- لما رأى جيش الصباح مشمرا
- عمت مضاربه ربى وبطاحا
- والأفق يرفع منه بندا مذهبا
- ويسل من بيض البروق صفاحا
- سل الجداول أنصلا مصقولة
- تبدو وهز من الغصون رماحا
- والزهر تسقط للغروب كما ذوى
- زهر الرياض وفارق الأدواحا
- والطير يدعو للصبوح مكررا
- فتراه قد نفض الجناح وصاحا
- فكأنما الظلماء طرف أدهم
- أخذ العنان فما يفيق جماحا
- لا توقد المصباح واعلم أن لي
- من وجه من أحببته مصباحا
- حث الكؤوس وهاتنيها قهوة
- تنفي الهموم وتجلب الأفراحا
- من كف فاتنة اللحاظ غريرة
- سكرى الجفون وما سقين الراحا
- هي روضة تجنيك بين لثاثها
- خمرا ومن وجناتها تفاحا
- فإذا اعتنقت أو ارتشفت فإنما
- عانقت غصنا وارتشفت أقاحا
- وامزج بصرف الراح عذب رضابها
- ما ضر أن خلط الحرام مباحا
- قامت تقول وفي فتور جفونها
- سنة الكرى مولاي عمت صباحا
- واستنطقت عود الغناء فلم نجد
- إذ ذاك في خلع العذار جناحا
- واستنطقت عودا بمدحة يوسف
- مولى لنا شمل الوجود سماحا
- فسرى السرور بنا إلى أن لم نطق
- صبرا وكدنا نبذل الأرواحا
- رب الأيادي البيض من بثنائه
- زان القريض وعطر الأمداحا
- ذو همة علياء مد المشترى
- طرفا إلى غاياتها طماحا
- يزجي من النقع المثار سحائبا
- ركبت من العزم الشديد رياحا
- ويزيرها أرض العدو صوافنا
- تختال زهوا في الوغى ومراحا
- تنميه من أبناء نصر سادة
- سنوا الهدى والعدل والإصلاحا
- إن أغلقت أبوابها أيدي العدا
- جعل الإله سيوفهم مفتاحا
- يا واحد المجد الذي آثاره
- تروي حسانا في الزمان صحاحا
- أنسيتنا بحسامك الماضي الظبا
- ولوائك المنصور والسفاحا
- لا زال ملكك ساميا في عزة
- تستصحب الإمساء والإصباحا
- ما غردت وأرقاء فوق أراكة
- تبكي الهديل وما صباح لاحا
المزيد...
العصور الأدبيه