الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> حديثٌ على رغم العلا غيرُ كاذبِ >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- حديثٌ على رغم العلا غيرُ كاذبِ
- تغصُّ النوادي عندَهُ بالنوادِب
- ولله من سهم على البعْدِ صائبٍ
- رمى ثغرَة َ المجد الصريح المناسِبِ
- أيا صاحبي نجواي دعوة َ صاحبٍ
- أطافَتْ به الأشجانُ من كلِّ جانِبِ
- ألمَّا بأجداثِ العُلى والمناقِبِ
- تحيى ثَراها واكفاتُ السَّحائب
- يغصُّ الغمامُ الجَوْنُ يوْمَ انْسِكابِهِ
- إذا صَدَرَتْ عن راحتَيْكَ المواهِبُ
- ويَصْغُرُ عند الشّمسِ في روْنقِ الضًّحى
- سَناها إذا دارَت عليْكَ المواكِبُ
- بِك ارْتاحَ دينُ اللهِ في عُنْفوانِهِ
- وشُيِّدَ رُكْنٌ منهُ واعْتَزّ جانِبُ
- وأصْبَحَتِ الأيامُ رائقة َ الحُلا
- وقدْ حُلِيَتْ منها الطُّلا والتَّرائِب
- وفاخَرَ بعضُ الأرضِ بعْضاً فأصْبَحَتْ
- مشارِقُها تُزْرِي عليها المغارِبُ
- لِواؤُكَ منصورٌ وحِزْبُكَ ظافِرٌ
- وملْكُك محْفوظٌ وسيْفُكَ غالِبُ
- ورِفْدُكَ موْهوبٌ وعزْمُكَ مُبْرَمٌ
- وبأْسُكَ مَرْهوبٌ وسهْمُكَ صائبُ
- مجازُ المعاني الغُرِّ فيك حقيقة ٌ
- وحبُّكَ فرْضٌ في العقائدِ واجِبُ
- فتُهْدى بك الأمْداحُ قَصْدَ صوابِها
- إذا أعْوَزتْها في سواكَ المذاهِبُ
- سما بِكَ في الأنصارِ بيْتٌ سما بهِ
- إلى ذِرْوة ِ البيتِ الرّفيعِ المَناسِبُ
- وأطْلَعَ سَعُْد منك بدْرَ خلافة ٍ
- تُنيرُ به الدُّنيا وتُجْلَى الغياهِبُ
- ومن ذا له فخْرٌ كسَعْدٍ على الوَرى
- فسعْدٌ وزيرٌ للنّبيّ وصاحِبُ
- مكارِمُ لم تخْلُقْ على بُعد المَدَى
- ولا شابَ منها الخالِصَ البَحْتَ شائِبُ
- لك الله من ليثٍ حمى حوزَة َ الهُدَى
- وعضْبٍ يمانٍ لم تخُنْهُ المضارِبُ
- وبدْرِ كمالٍ ضاء تلْتاحُ حولهُ
- من الأمراء الغالبين الكواكِبُ
- إذا ذُكرِ الأملاكُ من مثل يوسُف
- يُسالِمُ في ذات الهُدى ويحارِبُ
- ويُعطي الرّماحَ السَّمْهريّة َ حقّها
- ويضْمنُ عُقْبى الدَّهرِ والدهرُ عاتِب
- وتضْفُو على أعْطافِهِ حُللَ العُلا
- مُطَهَّرة ٌ ما دَنَّستْها المعائب
- وتخْتَرِقُ الأرجاءَ من طيبِ ذكرِهِ
- جنادِبُ تحْدوها الصّبا والجنائبُ
- هل المسْكُ مفْتوتٌ بمدْرَجة ِ النّدى
- أم ادُّكِرَتْ منك العُلا والمناقِبُ
- لعمْرُكَ ما ندري إذا ما سَمَتْ بنا
- بمجْلِسكَ السّامي الجَلال المراتِب
- وقَرَّت بمرْآكَ العُيون وقيَّدَتْ
- بمنْطِقكَ الفَصْل الحِسانُ الغرائبُ
- أتِلْكَ شمولٌ صِرْفة ٌ أم شمائلٌ
- وهلْ ضَرَبٌ عَذْبُ الجنى أم ضرائبُ
- مهابة ُ مُلْكٍ في مخِيلة ٍ رحْمة ٍ
- كما اسْتَرْسَلَتْ عند البُروق السَّحائِبُ
- أما والقِلاصِ البُدْنِ في لُجَج الفلا
- غوارِبِ حتى ما تبينً الضّرائبُ
- إذا هاجَ بحرُ الآل من هبَّة الصبا
- فهنَّ طواف في السّرابِ رواسِبُ
- قطعْنَ إلى البيتِ العتيقِ على الوجا
- مفاوزَ لا تنجو بهِنَّ النجائبُ
- لأنتَ عمادُ الملكِ والله رافِعٌ
- وأنتَ حسامُ الدين والله ضارِبُ
- ندبْتَ إلى الأمنِ البلادَ وأهلها
- ولا قلْبَ إلا بالمخافة ِ واجبُ
- وسكّنت بحرَ الخطْبِ واللجُّ مزبدٌ
- وموجُ الردى آتيهُ متراكِبُ
- وصلتَ على الشكِّ الملجلجِ بالهدى
- وقد رُجِمت فيك الظّنونُ الكواذبُ
- وأوضحْتَ طرْقَ الحق للخلقِ بعدما
- عفَتْ منه آثارٌ ومحَّت مذاهبُ
- ووافق شهرُ الصوم منكَ خلفية ً
- له في مقامِ الذّكرِ قلبٌ مراقبُ
- فأزمعَ عنكَ السّير لا عن ملالة ٍ
- وقد كمُلت بالبر منه المآرِب
- ووافاكَ عيد الفِطْر يطوي لك المدى
- وحطّت له في مُنْتداكَ الركائبُ
- وما هو إلا من عُفاتكَ قد أتى
- ترغِّبه فيما لديك الرّغائبُ
- أمولاي خُذْها في امتداحك غادة ً
- تغارُ بمرآها الحِسان الكواعبُ
- وروض بنانٍ أينعَتْ ورقاتُهُ
- وقد سحّ فيها من بنانِكَ ساكِبُ
- ولا زلت تجْني النَّصر من شجَرِ القنا
- وتُدني الأماني وهي شمسٌ مصاعِبُ
- وتثني لعلياكَ الرّكائب في السُّرى
- ولو سكتوا أثنَتْ عليك الحقائب
المزيد...
العصور الأدبيه