الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> ثنى الصعدة السمراء من لين قده >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- ثنى الصعدة السمراء من لين قده
- وجرد من أجفانه سيف جده
- وأقبل في جيش من الحسن رائع
- ترى العرب العرباء من دون بنده
- فمن ثعل الزوراء لمحة طرفه
- ومن مضر الحمراء صفحة خده
- ولاحت له في حومة القلب فتكة
- تعجل نصر الله فيها لوعده
- فحكم سيف اللحظ في عسكر الهوى
- فكم مهجة مطلولة فوق حده
- وكم من فؤاد ضاع في مأزق الهوى
- فقيدا وقد أبلى بمبلغ جهده
- وأشكل فها موته من حياته
- فعمر في حكم الغرام لفقده
- بنفسي حجازي الجمال إذا انتمى
- تطأطأت العليا لعزة مجده
- تبسم عن در من السمط رائق
- تأنق صنع الله في نظم عقده
- ثناياه قد أبدت معالم بارق
- وأنفاسه أبدت نواسم نجده
- وأعطافه تبدو عليها إذا انثنى
- شمائل من بان الحجاز ورنده
- تفجر من عين الجمال بمورد
- تحوم القلوب إليهم من دون ورده
- يلوح على أزراره قمر الدجى
- ويمرح غصن البان في طي برده
- ويختال أثناء الذؤابة هازئا
- كما اختال سيف في خمائل غمده
- لئن قلقت أعطافه في وشاحه
- فكم أقلقت قلب المشوق بوجده
- وإن كحل السحر المبين جفونه
- فكم كحلت طرف المعنى بسهده
- وقالوا عذار قلت لا بل صحيفة
- عقدت له فيها وثيقة وده
- فقبلت في ليل الذؤابة وجهه
- وعدت بذاك النور من ليل صده
- وعاطيته حمراء في لون أدمعي
- إذا سكبت ذوب العقيق لبعده
- وقلت لساقيها وللأنس طاعة
- تحكم في هزل الحديث وجده
- أدرها فرض الخد أخضله الحيا
- وحف طراز الأنس من حول ورده
- فناولها ممزوجة برضابه
- ولو أنني أنصفت قلت بشهده
- فلما بدت للراح فيه ارتياحة
- ومالت شمال للشمول بقده
- توسد أضغاث الرياحين وانثنى
- يغط غطيط الطفل من فوق مهده
- فبايعت سلطان العفاف ولم أجز
- على فكرتي إلا الوفاء بعهده
- أبا الشرف الأرضى تلطف بأنفس
- غزاها غرام أصبحت نهب جنده
- ترفق وعللها بأيسر نائل
- يحوط دماها كالشمال ورده
- وإن أنت لم تغفل فما أنت في الورى
- بأول مولى جار في حكم عبده
المزيد...
العصور الأدبيه