الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> بشرى تقوم لها الدنيا على قدم >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- بشرى تقوم لها الدنيا على قدم
- حيا بها الله حي النصر في القدم
- وأصبح الدين جذلانا بموقعها
- يثني بكل لسان ناطق وفم
- واستبشرت دولة الإسلام حين رأت
- سيفا من العرب مسلولا على العجم
- خلافة الله يهنيك الدوام فما
- تخشى نفادا وقد قال الإله دم
- ويا بشير بنعمى جل موقعها
- لك البشارة مما شئت فاحتكم
- ويا أمير الهدى هنيتها نعما
- موصولة العد قد جلت عن النعم
- أجدى من الغيث بعد الجدب في بلد
- أو الشبيبة بعد الشيب والهرم
- شهاب هدي تجلى في سماء علا
- وفرع ملك نما في دوحة الكرم
- تاهت به الجرد واهتزت به طربا
- معاطف الشم والمصقولة الخدم
- وللتنافس في تقبيل راحته
- ظل التفاخر بين السيف والقلم
- فاعدد له الخيل تزهى في مرابطها
- شرس اللحاظ لها حقد على اللجم
- واذكر بمسمعه الأهدى وقائعه
- يلح لوجهك منه وجه مبتسم
- وكلما كملت فيه القوى وشدا
- فاجعل مجالسه في الحفل كل كم
- وليكثر القوم ذكرا في مجالسه
- من السياسة والأمثال والحكم
- حتى إذا كملت فيه الورى وسما
- خطلا وراع أسود الغاب في الأجم
- فاذعر به الكفر في أقصى مآمنه
- وحط به الدين من خلف ومن أمم
- لكي تلوح عليه في شمائله
- شمائل من أبيه الطاهر الشيم
- ومن كيوسف في الأملاك من ملك
- بالحلم متسم بالحزم محتزم
- تنمي علاك من الأنصار سادتها
- في مفخر ككعوب الرمح منتظم
- خلائف لم تزل بالهدي صادعة
- بالعدل في الظلم أو بالنور في الظلم
- السابقون إلى الغايات إن ارتضوا
- والناطقون بفصل الحكم في الكلم
- من كل أروع أن ضنت بوابلها
- سحب السماء وشحت شحة الديم
- قامت يداه مقام الغيث وانتجعت
- نداه زاجرة الوخادة الرسم
- وأصبح الحي بعد الجهد في دعة
- ريان من زفرات الخيل والنعم
- يا أيها الملك الندب الذي عصمت
- منه البلاد بدفاع من العصم
- هفا بها الروع وارتجت جوانبها
- وكان ساكنها لحما على وضم
- فأصبحت بك بعد الروع آمنة
- في ظل ملكك أمن الطير في الحرم
- فلو رآك زهير ما تخلفها
- غرا على مرر الأحقاب في هرم
- ولو تناسى الرضى الدهر ثم رأى
- أيام سلمك لم يحفل بذي سلم
- فاهنأ بغرة سعد طالع لمنى
- سعد بعز جديد غير منصرم
- بقيت في ظل ملك لا نفاد له
- والدهر طوعك والأيام كالخدم
- ودام نجلك لا تنفك تحرسه
- عين من الله لم تهجع ولم تنم
- حتى ترى الجيش يغزو تحت رايته
- مؤيد العزم منصورا على الأمم
- والرفد ما بين مرفض ومنكسب
- والوفد ما بين منفض ومنزحم
- مولاي لي ذمم في الملك سابقة
- وأنت أكرم راع حرمة الذمم
- مالي لسان بما أوليت من منن
- ولا كفيء لما أسديت من نعم
المزيد...
العصور الأدبيه