الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> برِحتُ إلى الشّوق المبرِّح من قلبي >>
قصائدلسان الدين الخطيب
برِحتُ إلى الشّوق المبرِّح من قلبي
لسان الدين الخطيب
- برِحتُ إلى الشّوق المبرِّح من قلبي
- وسلَّمتُ أمري في الغرام إلى رَبي
- وصانَعت الحاظ الظِّباء بمُهجتي
- فما قبِلَت سِلمي ولا تركت حَربي
- إذا لامَ قلبي في الهَوى عيني التي
- جنَتْ صرفت عني الملامَ إلى قلبي
- فلا تنكروا أن هزَّتِ الريحُ منكبي
- وأذهلني وَجْدي عن الأهْل والصَّحب
- ففي سكْرة ِ الصَّهباء ما تعلمونَه
- فكيفَ إذا انضافَتْ إلى سكرة ِ الحُب
- وبي من ظِباء الإنس رائقة َ الحُلى
- وهبْتُ لها نفسي وملَّكتها لُبي
- صبوْتُ وما قلبي بأوَّل من صبا
- لناطقَة ِ القُرْطين صامتَة ِ القُلْب
- إذا ما رنَتْ غارت بألحاظها الظِّبا
- ومهما انثنَتْ غصَّت منعَّمَة ِ القُضْب
- شكوتُ لها داء الهوى فاشتكَتْ به
- فأبكي لها من حُبِّها وهي من حُبي
- خليلي جرَّبت الهوى وخبرْتُهُ
- فمُلِّيت علماً منه بالسهل والصعبِ
- وما عرفتْ نفسي ألذَّ من اللّقا
- وأندى على الأكبادِ من ساعة ِ القُرْب
- وأحلى من العُتبى وأشهى من الرِّضا
- إذا جاءَ من بعدِ القطيعَة ِ والعتْب
- سأذهبُ في اللذاتِ ملء أعنتي
- وأُركضُ خيل اللهو في طلقٍ رحْب
- وإنَّ ودادي في الخليفة ِ يوسُفٍ
- يكفِّرُ عند الله ما كان من ذنبِ
- سلالَة ِ أنصارِ الهُدى وحُماتهِ
- ووارث حزبِ الله ناهيك من حِزْب
- محيًّا كمثل الشمسِ في رَوْق الضُّحى
- وكفٍّ كما حُدِّثت عن واكف السُّحب
- يصاحبُه التوفيقُ في كل وِجهة ٍ
- ويقدمُ منه الجيْشَ جيشٌ من الرُّعب
- به نظم الله الشّتاتَ فأصبحت
- نفوسُ البرايا وهي آمنة ُ السِّرب
- فدامَ قريرَ العين في ظلِّ عيشة ٍ
- تُنيف معاليهِ على رُتبِ الشُّهْب
- ولا برِحْت أيامُهُ وزمانُه
- مآثرُها تحيا بها دولَة ُ العرب
المزيد...
العصور الأدبيه