الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> الحمدُ لله مَوْصُولا كما وجبا >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- الحمدُ لله مَوْصُولا كما وجبا
- فهو الذي برداء العِزّة احْتَجَبا
- الباطِن الظّاهرِ الحق الذي عَجَزَتْ
- عنه المدارِكُ لما أمْعَنَتْ طَلَبا
- علا عنِ الوصْفِ مَن لا شيءَ يُدْرِكُه
- وجَلَّ عن سبَبٍ من أوْجَدَ السّببا
- والشُّكرُ للهِ في بدْءٍ ومُخْتَتَم
- فالله أكرَمُ من أعْطى ومَنْ وَهَبا
- ثم الصّلاة ُ على النُّورِ المبينِ ومن
- آياته لَمْ تَدَعْ إفْكاً ولا كَذِبا
- مُحَمَّدٌ خيرُ من تُرْجى شَفاعتُهُ
- غداً وكُلّ امرىء ٍ يُجْزَى بما كَسَبا
- ذو المعجزات التي لاحَتْ شواهِدُها
- فشاهَدَ القوْمُ من آياتِهِ عجَبَا
- ولا كمِثْلِ كتابِ الله مُعجِزَة ٍ
- تبْقَى على الدَّهْرِ إنْ ولّى وإنْ ذهبا
- صلّى عليه الذي أهْداهُ نُورَ هُدًى
- ما هبَّتِ الرِّيحُ من بعدِ الجنوبِ صَبا
- ثمّ الرّضا عن أبي بكْرٍ وعن عُمَرٍ
- بَدْرانِ من بعده للمِلّة ِ انْتُخِبا
- وبعدُ عُثْمان ذو النُّورَيْن ثالِثُهم
- من أحْرَزَ المجدَ مَوْروثا ومُكْتَسَبا
- وعن عليًّ أبي السِّبْطَيْن رابِعهم
- سيْفِ النّبي الذي ما هزَّه فَنَبا
- وسائِرِ الأهلِ والصّحْب الكرامِ فهُمْ
- قد أشْبَهُوا في سماء الملَّة ِ الشُّهُبا
- وبَعْدَ أنصارِهِ الأرضَيْن إنّ لهمْ
- فضائلاً أعْجَزَتْ منْ عدَّ أو حَسَبا
- آوَوْه في الرَّوْع لمّا حَلّ دارَهُمْ
- وجالَدُ وأمنْ عَتا في دينِهِ وأبا
- وأوْرَثُوا مِنْ بني نَصْرٍ لنُصْرَتِهِ
- خلائفاً وصلُوا من بعدِهِ السّببا
- ولا كيُوسُفَ مولانا الذي كَرُمَتْ
- آثارُهُ وبنيهِ السّادة ِ النُّجَبا
- وبعدَ هذا الذي قدَّمْتُ من كَلمٍ
- صِدْق يُقَدِّمُهُ من خَطّ أو خَطَبا
- فإنني حُزْتُ من سامي الخلالِ مدًا
- أجَلْتُ فيه جِياحَ الفَخْرِ مُنْتَسَبا
- إمارَة ٌ قد غدا نصْرٌ لقُبَّتِها
- عِمادَ عِزٍّ وكُنّا حولهُ طُنُبا
- سلَكْتُ فيها نهْج الإمام أبي
- وطالما أشْبهَ النّجْلُ الكريمُ أبا
- فكان أوّلَ ما قدَّمْتُ في صِغَري
- مِنْ بعد ما قد جَمَعْتُ الفضْل والأدَبا
- إني جعَلْتُ كتاب الله مُعْتَمِدا
- لا تعرفُ النّفسُ في تحصيلِهِ تَعَبا
- كأنني كُلّما رَدَّدْتُه بفمي
- أسْتنشِقُ المِسْك أو أسْتَطْعِمُ الضَّرَبا
- حتى ظفِرْتُ بحظٍّ منهُ أحْكِمُهُ
- حِفْظاً فَيَسَّرَ منه الله لي أرَبا
- وعن قريبٍ بحولِ الله أحْفظُهُ
- فرُبّما أدْرك الغاياتِ مَنْ طلبا
- فالله يجْرزي أميرَ المسلمينَ أبي
- خيْر الجزاء فكَمْ حقٍّ لهُ وَجَبا
- وأنْعُم غَمَرَتْني منه واكِفة ٍ
- وأنْشَأْت في سَماء اللُّطْفِ لي سُحُبا
- قَيْسًا دَعاني وسَماني على اسْم أبي
- قَيْسٍ بن سَعْدٍ ألا فاعْظِم به نَسَبا
- بأي شُكْرٍ نُوَفِّي كُنْهَ نِعْمَتِه
- لو أنّ سحْبان أو قُسّاً لها انْتُدِبا
- وكافأ اللهُ أشْياخي برَحْمتِهِ
- ومن أعانَ ومن أمْلى ومن كَتَبا
- والحمدُ للهِ ختْماً بعد مُفْتَتَحِ
- ما البارِقُ التاج أو ما العارِضُ انْسَكَبا
المزيد...
العصور الأدبيه