الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> أهلا بِمَقْدمِكَ السَّنِّي ومرْحبا >>
قصائدلسان الدين الخطيب
أهلا بِمَقْدمِكَ السَّنِّي ومرْحبا
لسان الدين الخطيب
- أهلا بِمَقْدمِكَ السَّنِّي ومرْحبا
- فلقد حباني اللهُ مِنْك بما حبا
- وافيت والدُّنيا عليَّ كأنها
- سَمُّ الخِياط وطِرْفُ صبري قدْ كبا
- والدَّهرُ قد كَشَف القِناع فلَمْ يَدَعْ
- لي عُدَّة ً للرَّوع إلا أذْهبا
- صَرَفَ العِنانَ إليَّ غير مُقَصّرٍ
- عنّي وأثْبَتَ دُون ثَغْرتي الشَّبا
- خطْبٌ تأوّبني يضيق لهوْلِه
- رَحْبُ الفَضا وتهي لموْقِعهِ الرُّبا
- لو كان بالوُرْقِ الصَّوادِحِ في الدُّجى
- ما بي لَعَاق الوُرْق عنْ أنْ تَنْدُبا
- فأنَرَتْ مِنْ ظلْماء نفسي ما دجا
- وقَدَحْتَ مِنْ زِنْدِ اصْطباري ما خَبا
- فكأنني لَهَبَ الهجيرُ بمُهْجتي
- في مَهْمَه وبعثتَ لي نَفَس الصَّبا
- لا كانَ يوْمُكَ يا طريفُ فطالما
- أطْلَعْت للآمال بَرْقاً خُلَّبا
- وَرَمَيْتَ دينَ الله مِنْكَ بفادِح
- عَمَّ البسيطَة َ مَشْرِقاً أو مَغْرِبا
- وخَصَصْتَني بالرُّزْء والثُكْل الذي
- أوْهى القُوَى منّي وهَدّ المَنْكِبا
- لا حُسْن للدُّنيا لديَّ ولا أرَى
- في العَيْشِ بعدَ أبي وصِنْوي مأرَبا
- لولا التَّعَلُّلُ بالرّحيل وأننا
- نُنْضي من الأعمال فيها مَرْكَبا
- فإذا ركَضْنا للشَّبيبة ِ أدْهُما
- جالَ المشيبُ به فأصْبَح أشْهَبا
- والمُلْتَقَى كَثَبٌ وفي وِرْدِ الرّدَى
- نَهَلَ الورَى من شاء ذلك أوْ أبا
- لَجَرَيْتُ طوْعَ الحُزْنِ دُون نهاية ٍ
- وذَهَبْتَ من خَلْعِ التَّصَبُّرِ مَذْهبا
- والصّبرُ أولى ما اسْتكانَ لَهُ الفَتَى
- رُغْماً وحَقًّ العبدِ أن يتأدّبا
- وإذا اعْتَمَدْتَ الله يوماً مَفْزَعا
- لمْ تُلْف منه سِوى إليه مَهْرَبا
المزيد...
العصور الأدبيه