الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> أنورُ سناءَ لاحَ في مشْرِق الغرْبِ >>
قصائدلسان الدين الخطيب
أنورُ سناءَ لاحَ في مشْرِق الغرْبِ
لسان الدين الخطيب
- أنورُ سناءَ لاحَ في مشْرِق الغرْبِ
- وفرعُ اعتلاءَ لاحَ في دَوْحة ِ العُرْب
- ووارثُ أعلامِ العلا نَشِبَ النّدى
- ومَوْقِدُ نورِ البِشْرِ في ظُلَمِ الكرب
- نَطَقْت فحُزْتَ الحُكمَ فَصْلاً خطابُه
- يُقَلَّبُ من وَشْي البلاغة ِ في عَصْب
- ومَنْ كأبي بكرٍ عميدا مؤملا
- خُلاصَة َ شَعْب العِلْمِ ناهيكَ من شعب
- كفيلٌ بنَيْلِ الجودِ قبل سُؤالهِ
- وَصُولٌ إلى الغاياتِ في المَرْكَبِ الصعب
- وأي انْسِكابٍ في سحائب كفِّه
- إذا كَلَحَت شهباءُ عن ناجذِ الجدب
- وأي مضاءَ في لطيفِ طِباعِه
- كما سكَنَ التّصْميمُ في ضُبَّة ِ القُضْب
- سُلالة ُ أعْلامٍ وفَرْعُ مكارِم
- بهم فَلَكُ العَلْياءِ دارَ على قُطْب
- عَشَوْا نحوَ نورِ الله يَقْتبسونه
- وقد خَرَقُوا من دُونِه ظُلمَ الحُجْب
- حَمَوْا حائمَ التّهْويم وِرْدَ جُفونِهِم
- وشَدُّوا وثاقَ السُّهد في شَرَكِ الهُدْب
- أتوْا دَوْحة َ التّحقيقِ تَدْنو قُطوفُها
- فحازُوا جناها وهي معْرِفة الرَّب
- وهَزُّوا فُروعَ العلْمِ وهي بواسِقٌ
- فلله ما جازُوهُ من رُطَبِ رَطب
- فإن جَرَتِ الأيامُ في غُلُوائها
- وجرَّت وشيجَ القَسْر في مأزقِ الخَطْب
- فما لقِيتْ إلا شُجاعا مُجرَّبا
- ولاّ عَجَمَتْ إلا على عُودِكَ الصُّلْب
- وإن أغْفَلْتُ من فرضِ بِرَّكَ واجباً
- على أنها قد أوطأتْك ذُرى الشُّهْب
- فقد دَرأتْ حقّ الوصِيّ سفاهَة ً
- عليّ وأعْلتْ من قِداح بني حَرْب
- ورُبّما حادَ اللئيمُ بنائلٍ
- وشَنّ بأقْصى سرْجِه غارَة َ العضْب
- وأنت من الصِّيدِ الذين سَمَت بهم
- أرُومَة ُ لَخْمٍ في حدائقِها الغُلْب
- إلى عمرِ هندٍ حيثُ يخْتَصِمُ العلا
- ويَشْهَدُ نَصْلُ السَّيفِ في حَومَة الحرب
- إلى مُرْتَقى ماء السَّماء الذي كسا
- زمانَ احتدام المَحْل أردِيَّة َ الخِصْب
- فلا العِزُّ يُعْزَى مُنْتهاه لحاجِبٍ
- ولا الجودُ يُجْدي أن تُذُوكِرَ في كَعْب
- فكم أنجبوا من صارم ذي حفيظة ٍ
- إذا كَهَمَتْ ذُلْقُ الصِّفاحِ لَدَى الضَّرْب
- وكم أعقبوا من ضَيْغَم يرغَم الطُّلا
- ويهزِمُ أسبابَ الكتائب والكُتْب
- إذا عَمَّ طرسَ اليومِ نفسُ دُجُنَّة ٍ
- وعمَّمَ بُرْسُ الغُرِّ في هامَة ِ الهُضْب
- حشا باهظُ الأجزالِ وقد ضِرامِها
- فأوْرتْ جحيما لافِحاً أوجهَ السُّحْب
- وأعملَ في الكَوْماء حَدَّ حُسامِه
- فخَرَّت وشِيكاً للجبينِ وللجَنْب
- فأثقل أكْتاداً وعمَّ حقائباً
- وأنْهَلَ ضَيْماً نبعَ مطّرِدٍ عذب
- يروم بسَكْبِ الجُود كَسَب ثنائهم
- فلله من سَكْبٍ كريمٍ ومن كَسَب
- مآثرُكُم آل الحكيمِ بقِيتُم
- بَلَغْنَ مَدى الحصرِ المُواصِلِ والحَسْب
- فماذا عسَى أحصي وماذا عسَى أفي
- أيُنْضِبُ لُجَّ اليَمِّ مُسْتَنزَرُ الشُّرْبِ
- على أنني مهما اقتضبتُ بديهة ً
- على خبَرِ العنْقاء إن ذُكِرَتْ تُرْبي
- وما الشِّعرُ إلا ما أفوهُ بسحْرِهِ
- وما خَلَّصَت إبْريزَه شُعْلة ُ اللُّب
- ولستُ كمن يَعْتَدُّ بالشِّعرِ مَكْسَباً
- هَبِلتُ رضيعَ المجدِ إن كان منْ كَسْب
المزيد...
العصور الأدبيه