الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> أما وخيال في المنام يزور >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- أما وخيال في المنام يزور
- وإن كان عندي أن ذلك زور
- لقد ضقت ذرعا بالنوى بعد بعدكم
- على أنني في النائبات صبور
- أدافع من شوقي ووجدي كتائبا
- يزلزل رضوى عندها وثبير
- سرايا إذا ما الليل مد رواقه
- على سرحة الصبر الجميل تغير
- برى جسدي فيكم غرام ولوعة
- إذا سكن الليل البهيم تثور
- فلولا أنيني ما اهتدى نحو مضجعي
- خيالكم بالليل حين تزور
- ولو شئت في طي الكتاب لزرتكم
- ولم تدر عني أحرف وسطور
- تذكرت عهدا طال بعد انصرامه
- عليه الأسى وانجاب وهو قصير
- وقد طلعت للريح في ظلماته
- نجوم توالي حثهن بدور
- وهب نسيم الروض في روضة الرضا
- بليلا وأكواس السرور تدور
- وعهدا بعين الدمع للدمع بعده
- موارد في آماقنا وبحرور
- عهود مني غص الزمان بحسنها
- فغار عليها والزمان غيور
- فها أنا أستقري الرياح إذا سرت
- ليخبرني بالظاعنين خبير
- وإن خط وجدي من دموعي رسالة
- على صفح خدي فالنسيم سفير
- فيا رحلة الصيف الذي بجوانحي
- لها لهب لا ينقضي وسعير
- أحول منك الشهر حولا على الورى
- وأصبحت والأيام وهي شهور
- ويا قلب لا تطرح سلاحك رهبة
- فهل هي إلا أنة وزفير
- جنيت الهوى لا عن ملال ولا قلا
- فمثلي بموصول الملام جدير
- وجردت عني لبسة الوصل طائعا
- وكم شرق بالماء وهو نمير
- أأحمد إن جل الذي بي من الهوى
- وأصبحت مالي في هواك نصير
- فلست من اللطف الخفي بيائس
- فكم من بكاء كان عنه سرور
- أتاني كتاب منك لا بل حديقة
- تفيأتها والهجر منك هجير
- وأرسلت دمع العين حين قرأتها
- فمنها أمامي روضة وغدير
- تكلفت فيك الصبر والصبر معوز
- وملت إلى الأطماع وهي غرور
- ولذت إلى الآمال وهي سفاهة
- وهونت فيك الخطب وهو عسير
- سألقي إلى أيدي الزمان مقادتي
- فيعدل في أحكامه ويجور
- وإن الذي بالبعد أجرى قضاءه
- على جمع شملي كيف كان قدير
- فتدرك آمال وتقضى مآرب
- لدي وتشفى باللقاء صدور
المزيد...
العصور الأدبيه