الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> يا من غفلتم وجوهكم سود >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- يا من غفلتم وجوهكم سود
- وربكم في الخيال مولود
- خيالكم ولد الإله لكم
- أنتم عبيد وذاك معبود
- وتنكرون الوجود خالقكم
- بأنه الله وهو موجود
- إن لم يكن ربنا الوجود يكن
- بالعدم المستحيل مقصود
- يكن خيال الذين قد عبدوا
- خيالهم والجهول مبعود
- حاشا وكلا يكون خالقنا
- غير الوجود الذي له الجود
- وهو محيط بنا وبالأشيا
- جميعها جاحد ومجحود
- به السموات أشرقت وبه الأرض
- جميعا وأورق العود
- ترضون أن الخيال منه لكم
- رب وما بالوجود جلمود
- ولا بهذا الوجود قائمة
- أكوانكم والغلام والخود
- وظلم كله الخيال وما
- بدا لكم منه فهو مردود
- وربنا نحن وهو خالقنا
- وجود حق سواه مفقود
- وذاك معنى بأينما كنتم
- وهو قريب لنا ومعهود
- أقرب من حبلنا الوريد كما
- قال وقالته سادة قود
- ونحن لا شيء هالكون وفا نون
- به وهو وهو مشهود
- لأجل هذا لنا الوجوه غدا
- بيض وأنتم وجوهكم سود
- وجوهنا البيض حيث خالقنا
- وجودنا النور وهو مسعود
- وربكم في خيالكم وبه
- وجوهكم بالسواد معقود
- بدت بكم ظلمة الخيال وقد
- أوقدها في السعير سفود
- تنكبوا عن طريقنا وقفوا
- وقفة قوم نذيرهم هود
- فإن هذا الوجود عز وقد
- جل وما ذا الوجود محدود
- وما له صورة وليس له
- ثان وفيه التوحيد محمود
- لا مثل كلا ولا شبيه له
- والكم والكيف عنه مطرود
- لكن تراه العيون جل ولا
- تدركه باب ذاك مسدود
- ملك سليمان كان منه كما
- خليفة عنه كان داود
- لا ذاته تشبه الذوات ولا
- صفاته كالصفات يا دود
- كالدود أنتم ضعاف خلقتكم
- عزم لكم في الرشاد مخمود
- قوموا اشهدوا أنه الوجود لكم
- قيومكم كالجميع معدود
- وهو عيان لكل ذي بصر
- لا يحجبنكم للنفس أخدود
- من كان أعمى في هذه فغدا
- هناك أعمى والزرع محصود
- نص كتاب الإله حجتنا
- والدر عقد الحديث منضود
المزيد...
العصور الأدبيه