الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> يا صاحبي في الرخا وفي الضيق >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- يا صاحبي في الرخا وفي الضيق
- دم حافظا لي على المواثيق
- هذي يدي قد مددتها لك خذ
- عهدي سريعا بغير تعويق
- وجود مثلي وجود تقدير
- وليس هذا وجود تحقيق
- وهكذا الحادثات أجمعها
- من حين تغريبها لتشريق
- إنني منه كل حين بريء
- بل أنا العبد طالب للقبول
- تصورت كلها لنا صورا
- في الحس والعقل للتزاويق
- وكل هذا له وليس لنا
- شيء من الأمر حكم تحليق
- وإذا قلت ذاك كان مرادي
- صانع الشيء فاعل المفعول
- حيث لا شيء جامد هو عندي
- بل كبرق يلوح بين الطلول
- أما وجود الإله خالقنا
- فهو الحقيقي لأهل توفيق
- والذي عنه ذلك الشيء يبدو
- هو رب الفروع رب الأصول
- وجود حق محقق أبدا
- يعرف لكن بمحض تصديق
- مثل قول الخليل وقت التجلي
- إن هذا ربي بصدق المقول
- عن دركه العقل عاجز وكذا
- عن وصفه في مقام تفريق
- وهو نجم بدا وبدر وشمس
- ثم كان امتيازه بالأفول
- نراه لكن برؤية حدثت
- لنا غدا لا بوهم تحديق
- أخذ الجاهلون أقوال مثلي
- ثم قالوا بها على المجهول
- نغيب عنا وعن سواه إذا
- نحن رأيناه حال تشويق
- لم يذوقوا منها الذي نحن ذقنا
- لا ولم يعرفوا حقيق النزول
- محبة منه والمحب بها
- يكاد منها يغص بالريق
- هذا اعتقاد الهداة سادتنا
- لا عقد غاو غوى وزنديق
- إنما قلدوا بحفظ كلام
- وادّعاء له بغير حصول
- وقصاراهم التخيل فهما
- وهو فيهم من غاية المأمول
- كم أعرض السامري عنه وكم
- أباه في الدين كل بطريق
- هم عوام لا يعملون وهذا
- هو سرّ أعيا جميع الفحول
- تعلقوا كلهم بما عبدوا
- من خلقه فيه أي تعليق
- حاولته الفحول أن يدركوه
- فأبى من حجابه المسدول
- وأعرضوا عن سنا عبادته
- جلّ فنالوا ظلام تحريق
- فأزالوا نفوسهم وأتوه
- بافتقار ونائل مبذول
- وأصبحوا مالهم لديه سوى
- لعنتهم عنه ضمن تسحيق
- وسعوا نحوه به وأقاموا
- حكمه تاركين قول العذول
- فتجلى لهم فأفنى هواهم
- ثم أفنى منهم شخوص النحول
- طحنتهم منه الرحى حين دارت
- ثم جاءت بهم مجيئ السيول
- وعليهم تكرر الأمر حتى
- وقعوا في اللقا وأمر مهول
المزيد...
العصور الأدبيه