الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> يا شمعة هي في كل الفوانيس >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- يا شمعة هي في كل الفوانيس
- يخالف العقل هذا في التقاييس
- وهو المحقق عند العارفين به
- كشف بكشف وتلبيس بتلبيس
- لم يبق مني به شي سواه ولم
- يظهر كما هو لي في وصف تقديس
- فزلت عني وزال الكون أجمعه
- عندي كما وحشتي زالت وتأنيسي
- وكان هذا بسر لاح لي زمنا
- هو الوجود وتفريعي وتأسيسي
- من كل شيء تبدى لي فحققه
- قلبي فزال بتحقيقي وتطميسي
- فصرت لا هو عن ذوق ولست أنا
- وطهر الغيب بالأغيار تدنيسي
- وقد بدا سر ذاك السر يخبرني
- عن آدم العلم بالأسما وإبليس
- فيا حقيقة كوني أنت شمس ضحى
- عليك غيمة تنويعي وتجنيسي
- أو كالسواد الذي في العين يظهر من
- قرص الأشعة في تحديق تحييس
- كالعنكبوت بنت نفس لها خيما
- حتى بها وهنت من طول تعنيس
- كيس تقدر من شتى الشؤون له
- والسر أجمعه في ذلك الكيس
- طرقت دير الهوى دارت دوائره
- على الرهابين فيه والقساقيس
- نفوس أغيار عين في برانسها
- مزخرفات كأذناب الطواويس
- حتى نظرت بعين العين فانكشفت
- موتى الشماميس منها في النواميس
- وأكبر الحق في واهي أباطله
- وقد تعالى على كل الوساويس
- وكل ما كان عند العقل أدرسه
- درسته وتلاشى أمر تدريسي
- وأصبح الواحد المعروف مشتهرا
- عندي ولا عند لي من فرط تفليسي
- ولم يكن غيره الثاني له ونفى
- تثليث ظني وتربيعي وتخميسي
- بالله قف أيها الساري بنا وبه
- يبدي مراتب إدلاج وتعريس
- واعطف على العيس لا تجذب أعنتها
- إلا إليك وجد واعطف على العيس
- تبارك الله لي وجه الحبيب بدا
- وقد تبسم لي من بعد تعبيس
- عرشي أتى من سباغي لقدس هدى
- ومع سليمانه إسلام بلقيس
- وعاد ما كان مني بالغداة مضى
- وأذن الظهر بي في وقت تغليس
- وللبداية قد عادت نهايتنا
- وأخلصت عندنا كل الجواسيس
- والكل أصبح نورا بعد ظلمته
- وقد تطهر منه كل تنجيس
- وقد رأى الكل في تغيير فطرتهم
- مذاهبا أدركوها بالمقاييس
- وعين ما أنا مفطور عليه وهم
- مثلي هو الحق عندي دون تنفيس
- فاكشف ولا تخترع ما أنت فيه تفز
- بدين طه وداود وجرجيس
- وقل وما أنا ممن بالتكلف قد
- أتى إليكم خلافا للمناحيس
المزيد...
العصور الأدبيه