الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> وجود كوني من تجلي الجواد >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- وجود كوني من تجلي الجواد
- هذا عطا ما له من نفاد
- يا عدما أحرفه خطها
- كاتبه النور بنور المداد
- أنت شؤون الحق لا يلتبس
- عليك معبود هنا بالعباد
- وبينه فافرق وبين الورى
- وبالغنى والفقر فالفرق باد
- واجمع فشيء واحد ما به
- تعدد في نظر الاقتصاد
- واكتب به بالأبيض المجتلي
- والناس دعهم يكتبوا بالسواد
- واشهد بما تعرف فيما ترى
- شهادة الحق بغير استناد
- وأيقظ الخاطر من غفلة
- وامسح من الأغيار كحل الرقاد
- من لي بمن يبدو بأسمائه
- فيفعل الغي بها والرشاد
- والكل مفعول له مطلق
- عن قيد حرف جامع للتضاد
- صاد جميعي بظهوراته
- لصدغه والعين دال وصاد
- يحكم ما شا بنا داما
- لا جور منه كيفما قد أراد
- وعشقه صيرنا كالهبا
- وزادنا فرط البكا والسهاد
- بالله يا سئق ركباننا
- قل لسليمى طال هذا البعاد
- إني على العهد مقيم لها
- وإنني عنها كصوب العهاد
- يا طالما نلت بها خلوة
- وفزت منها بلذيذ المراد
- كانت تناجيني على ذلتي
- وعزها باللطف والأتحاد
- واليوم لما ذبت في حبها
- والروح والجسم مضى والفؤاد
- وصار كلي مقتضى كلها
- وقوبل العالي لها بالوهاد
- واختطفت ذاتي بذات لها
- وزال ذاك الكد والإجتهاد
- وانطفت النار بنور اللقا
- وللهوى لم يبق غير الرماد
- غابت فلم أدر لها من نبا
- وأدرك الزرع وصار الحصاد
- كأنني في كونها لم أكن
- وهي التي كانت بحكم انفراد
- وإن هذا في الهوى قولها
- على لساني لمرادي أفاد
- لا أنني قلت فحمدي لها
- منها عليها زاد والشكر زاد
- وهي التي تعرفني مثل ما
- كنت قديما شررا في زناد
- واقتدحتني بإرادتها
- فلحت مثل البرق شيا يراد
- وعدت لا برقا ولا بارقا
- والشمس عنها الغيم في الأفق حاد
- فتارة عني بما قد مضى
- تترجم الأحوال بالافتقاد
- وتارة تترك لا تعتني
- حسب الذي منها يكون المراد
- وهكذا الكل لها راجع
- والكون كون والبلاد البلاد
- لا تحسب التحقيق غير الذي
- أنت له تدرك يا ذا العناد
- لكنك المحكوم منها بها
- عليك بالجهل بانتقاد
- وهي على ما هي في حضر
- بصدر عنها ذو ضلال وهاد
- بمقتضى أسمائها للذي
- شاءت من الإبهام في الاعتقاد
المزيد...
العصور الأدبيه