الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> نعم لقلوب العاشقين سرائر >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- نعم لقلوب العاشقين سرائر
- من الغيب قد ضمت عليها الضمائر
- يحركها صوت السماع بوقعه
- فتظهر منها للعيان الأشائر
- هو الدف والطنبور والوتر الذي
- يسير به للوتر في الكون سائر
- أعد ما بدا يا منشد القوم عندنا
- بصوتك واطربنا فيرشد حائر
- وتفتح أغلاق المعارف واللقا
- تدق له بين القلوب البشائر
- كشفت حجاب الكون عنا بذكر من
- عليه من الأغيار مدت غدائر
- وأظهرت سرا طالما قد كتمته
- وبالغير في أرض القريحة غائر
- وأذكرت عهدا من ألست بربكم
- به شخصت منا إليه البصائر
- وقد حيعل المزمار بالوجد بيننا
- وضجت بتأذين الغناء المنابر
- ألا أيها الناي الرخيم كشفت عن
- سرائر شوقي يوم تبلى السرائر
- وأشبهتني في نفخ روحي وقد بدت
- لقلبي هنا من سر قلبي ذخائر
- عليل الهوى أضحى يعلله الهوى
- وقد جبرت بالكسر منه الجبائر
- يموت ويحيى كلما لمعت له
- بروق الحمى النجدي وغرد طائر
- وإن نفحت ريح الصبا في دياره
- بها هو نقع كله وهو ثائر
- سمعت كلاما قد أتاني به الصبا
- عن المطلع الشرقي له أنا دائر
- فهمت بوجدي إذ فهمت رموزه
- فها أنا للبرق اللموع أساير
- وما كل أذن طارقات الهوى تعي
- ولا كل طرف فيه تجلى الحرائر
- تغار سليمى إن رأى غيرها امرؤ
- كما قد عهدناها تغار الضرائر
- صدقتك هذا الركب طال به السرى
- وجار عليه بالمحبة جائر
- ولولا التسلي بالتجلي لأحجمت
- دوائر أفلاك الوجود الدوائر
- على مثل هذا الوجه تلتهب الحشى
- ومن حسنه فينا تشق المرائر
- وما ذاك إلا وجه سلمى فإنه
- يغاير للأشيا وليس يغاير
- بدا فأزيلت عنه أستار غيره
- وقد غفرت للمذنبين الكبائر
- وكنا وما كنا وكان ولم يكن
- وما ثم إلا قدسه والحظائر
- وجود ولا أعني الوجود الذي بدت
- من الكون أشباه له ونظائر
- ولكن وجود مطلق عن تقيد
- بإطلاقه والكل منه شعائر
- وكل وجود مطلق أو مقيد
- بعقل وحس فهو عنه ستائر
- إذا لاح غبنا فيه عنا جميعنا
- وإن غاب نحن السائبات البحائر
المزيد...
العصور الأدبيه