الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> من أين للسعد ما ندري وللرازي >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- من أين للسعد ما ندري وللرازي
- فيما نحاول من كشف وإبراز
- هما يقولان عن إدراك عقلهما
- في الله تقييس بنيان بهنداز
- من عصبة واجهوا بحر الشريعة مع
- دعوى النفوس فنالوا ملء أكواز
- وينقل البعض عن بعض ويكنز ما
- يروي فهم بين نقال وكناز
- حتى إذا فهموا أقوال من سلفوا
- وحرروها بتطويل وإيجاز
- قالوا الجهابذة النقاد نحن فمن
- لنا يساوي وأين البوم والبازي
- كبائع الخبز لا يدري العجين ولا
- طحن الدقيق ولا نيران خباز
- سوى التناول مع تصفيف أرغفة
- والبيع للغير في شام وأهواز
- وفاض نحن علينا البحر فامتلأت
- به بواطننا من غير إعواز
- والحق واجهنا في كل ما علمت
- حواسنا ثم لم نحتج لإجهاز
- وزال لبس العمى عنا بطلعته
- بنا وهم أسر الباس والغاز
- ونحن قلنا عن الفتح المبين وعن
- نطق الوجود مقالا ليس بالخازي
- لنا الحقيقة سر الغيب نكشفه
- عن المعاني التي في طي إعجاز
- بالفقر قمنا على أبواب عزة من
- عنه صدرنا بتقدير وإفراز
- كالبرق نلمع عن توجيه قدرته
- مصورين به فيه بإحراز
- والسعد يدرك والرازي ونحوهما
- جمود ما هم به كالهازل الهازي
- والحق حاجبهم عنه بأنفسهم
- مقيدين بألقاب وأنباز
- وأمرهم عنه ممتاز بما زعموا
- وأمرنا نحن عنه غير ممتاز
- معلقين به في كل حالتنا
- نلجا إليه بإكرام وإعزاز
- وهم يظنون ما هم فيه محض هدى
- وغيره قول هماز ولماز
- وعلمهم قطرة من علمنا مزجوا
- بها مقالات طاغي الدين غماز
- من رأى فلسفة حمقى مزخرفة
- بادت بسيف من الإسلام هزهاز
- علم الكلام الذي باعوا به وشروا
- من الكلام كثيرا بيع بزاز
- وقد نهى السلف الماضون عنه وهم
- لم ينتهوا حيث لا يغزوهمو غازي
- لو لم تكن فيه سمعياته لغدت
- منه مقالاته أقوال طناز
- ولقبوه أصول الدين حيث لهم
- فيه مباحث سمعيات مجتاز
- والدين ما أصله إلا الكتاب وما
- في سنة المصطفى وعد بإنجاز
- فخذ عن الله ما جاء الكتاب به
- من العقائد مع إيمانك الشاز
- وما به السنة الغراء قد وردت
- على مرادهما إيقان فواز
- تظفر بمعنى أصول الدين أجمعها
- وتسترح من كلام فيه أزاز
المزيد...
العصور الأدبيه