الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> ما لابن مريم في تلك الأساطين >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- ما لابن مريم في تلك الأساطين
- من قومه غير تبليغ وتبيين
- كانت حقيقته الروح التي غلبت
- على الهواء به والنار والطين
- روح مقدسة من أمر خانقها
- منفوخة فيه عن توجيه جبرين
- وجاء يدعو بني يعقوب منه إلى
- مثل الذي هو فيه من تحاسين
- لأنهم كلهم أولاد آدم من
- جسم ورح وتغليظ وتليين
- فقام يشرح فيهم أمر نشأته
- من التجلي بأنواع التلاوين
- وقال إني وإني حسبما نقلوا
- عنه على مقتضى ادراك تكوين
- وقصده أن يروا أحوال أنفسهم
- كما رأى نفسه عيسى بتهوين
- فيعرفوا ربهم ذات الوجود على
- ذواتهم قد تجلت في الأحايين
- فيعبدوه كعيسى في عبادته
- من غير نقص وجور في الموازين
- وكان مشرب عيسى في معارفه
- للخائفين يسمى بالرهابين
- والكاشفون لشمس الروح طالعة
- هم الشماميس أمثال العراجين
- والقس صاحب شان في تحققه
- وغير ذلك مما في الدواوين
- بمقتضى لغة الانجيل واصطلحت
- عليه تلك الحواريون في الحين
- كما أتى عابد في شرعنا وأتى
- مقرّب وولى أهل تمكين
- وهكذا هي ألقاب محققة
- للعيسويين من تلك الأساطين
- حتى لقد نسخت تلك الأمور وقد
- سرى بها الكفر في طرق الشياطين
- وما بقي الآن غير الاسم وارتفعت
- حقائق الوصف عن قوم ملاعين
- فراهب كافر والقس يشبهه
- في زيغه عن صراط الحق والدين
- والأمر في نفسه حق وقد ورثت
- مقام عيسى به أصحاب ياسين
- من هذه الأمة الغرّا جهابذة
- في صولة الحال أمثال السلاطين
- فاستعملوا كل اسم في حقيقته
- بالكشف والصدق لا عن حكم تخمين
- وما تحاشوا الآن الأولياء لهم
- حكم الوراثة عن حق وتعيين
- وإنه مقتضى علم الحقائق لا
- علم الرسوم لنفع لا لتزيين
- فحققوا ما كشفنا عنه واعتبروا
- يا عصبة الحق يكفيكم ويكفيني
المزيد...
العصور الأدبيه