الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> لي رتبة العلامة الشهم الأسد >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- لي رتبة العلامة الشهم الأسد
- قد أنشبت بين العدا ناب الأسد
- والحب رغما عن أنوف أولي الحسد
- سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد
- هذا النعيم هو المقيم إلى الأبد
- يا نسوة الحظ الخسيس رويدكن
- يا ليتكن عرفتني يا ليتكن
- فأنا الذي نلت العلا من يوم كن
- أصبحت في كنف الحبيب ومن يكن
- جار الحبيب فعيشه العيش الرغد
- عرش الوجود أظلني بضيائه
- وحبا التجلي لي ثياب ولائه
- وأتى من الرحمن طيب ندائه
- عش في أمان الله تحت لوائه
- لا خوف في هذا الجناب ولا نكد
- يا هيكل الأنوار سرك ما اكتمن
- إن بعت ما تلقاه أنت هو الثمن
- أنت الحفيظ على الجميع المؤتمن
- لا تختشي فقدا فعندك بيت من
- كل المنى لك من أياديه مدد
- هي حضرة في الشام طاب بها اليمن
- وبعلمها والفضل أشرقت الدمن
- ذات بها قد جاد مولاي ومن
- رب الجمال ومرسل الجدوى ومن
- هو في المحاسن كلها فرد أحد
- أنا من أعز أولي النهى وأجلها
- وربيت في نهل العلوم وعلها
- ووقفت في الشجرات لا في ظلها
- قطب النهى غوث العوالم كلها
- أعلى على سار أحمد من حمد
- يا من تثنى وهو عندي واحد
- حق له منه عليه شواهد
- إني الذي أبدا لوجهك ساجد
- روح الوجود حياة من هو واجد
- لولاه ما تم الوجود لمن وجد
- أنا من كبار لا يطاق رضيعهم
- وبصيرهم عين العلا وسميعهم
- هم نابتون عليه وهو ربيعهم
- عيسى وآدم والصدور جميعهم
- هم أعين هو نورها الماورد
- عجزت عقول ذوي النهى عن كنهه
- وتولهت عين السوى في شبهه
- والكل عن كل لنا لم يلهه
- لو أبصر الشيطان طلعة وجهه
- في وجه آدم كان أول من سجد
- قمر تبدى في سماء كماله
- لو تبصر الأقمار نور هلاله
- غابت وذابت تحت ذيل ظلاله
- أو لو رأى النمرود نور جماله
- عبد الجليل مع الخليل ولا عند
- هو باطن حجب الجهول المنكرا
- بل ظاهر من نوره بهر الورى
- طمعت نفوس فيه ملقاة ورا
- لكن جمال الحق جل فلا يرى
- إلا بتخصيص من الله الصمد
- في ظلمة الأكوان لاح لك الضيا
- فاسرع إلى لألائه متمليا
- وإذا رميت عليه جهدك والعيا
- فابشر بمن سكن الجوانح منك يا
- أنا قد ملأت من المنى عينا ويد
- يا مؤمنا دع عنك طاغية الجفا
- متحيرين وكن بنا متعففا
- نحن الذين نرى جمال المصطفى
- عين الوفا معنى الصفا سر الوفا
- نور الهدى بحر الندى جسد الرشد
- حتى تجلى من سموات الرضى
- وبه على الأكوان قد سمح القضا
- لا شيء إلا بعد ظلمته أضا
- هو للصلاة مع السلام المرتضى
- الجامع المخصوص ما دام الأبد
المزيد...
العصور الأدبيه