الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> كواكب جرت من السماء >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- كواكب جرت من السماء
- فأمسكتها شبكات الماء
- وعاقها طبع التراب والهوا
- والنار عن مسارح الفضاء
- ولو يشاء ربها أطلقها
- عن قيدها الوهمي بالأشياء
- وهي وجوه الغافلين حولت
- عن نور وجه الحق للظلماء
- محجوبة بعقلها وحسها
- عنه وعن ظهوره للرائي
- حكم عليها أزلي لم يزل
- بمقتضى التقدير والقضاء
- ألا هلموا نحونا لتعلموا
- علم اليقين صورة المرائي
- وتكشفوا بالعقل عن أمثال ما
- عليه نفس الأمر في الأنباء
- ويعرض الحق على نفوسكم
- ليذهب التكدير بالصفاء
- فإن تكونوا مستعدين له
- وفيكم القبول للوفاء
- تذعن للحق بغير ريبة
- قلوبكم لطلب اهتداء
- فتؤمنون بالكتاب كله
- حقا بلا شك ولا مراء
- وتعلمون منزل الأفعال عن
- تحقق بالداء والدواء
- وههنا الشيوخ تنتهي بكم
- في أمر إرشاد وفي استيلاء
- فلو تقدموا هنا لاحترقوا
- واستوت الشمس على الأفياء
- وبعد هذا إن أراد ربنا
- أوقفكم هنا عن ارتقاء
- في منزل العلم به ومن لهم
- فيه الرسوخ صفوة اجتباء
- وإن أراد زادكم بفضله
- عين اليقين منزل الأسماء
- وفصل الأمر الإلهي عندكم
- ذوقا بلا رمز ولا إيماء
- فتدركون أنكم موتى وما
- ثم سوى الحق من الأحياء
- وهو الذي في الغيث والأسماء قد
- قمتم بها في حضرة الإحصاء
- وقد دخلتم جنة عالية
- قطوفها دانية اجتناء
- ثم إذا أراد زادكم به
- حق اليقين حضرة انتهاء
- وهو فناؤكم به ذوقا فلا
- موجود غيره من ابتداء
- وههنا تم الكلام والذي
- من بعد لا يدخل في الإناء
- إذا الحقيقة تبدت تنجلي
- للكل بالكل بلا خفاء
- وكل شيء هالك تبدت تنجلي
- للكل بالكل بلا خفاء
- لنا الثبوت لا الوجود عندها
- والعدم الصرف بلا انتفاء
- عزت وجلت عن جميع ما بدا
- بها لها في الأرض والسماء
- نور بها تبين في ثبوتها
- لا أنها توجد باستقصاء
- وهي الوجود وحدها الصرف الذي
- يجل عن مدح وعن ثناء
- وعن كمال نحن ندريه وعن
- كل معاني القرب والتنائي
المزيد...
العصور الأدبيه