الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> كل ما يخلقه العقل أمل >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- كل ما يخلقه العقل أمل
- والذي يخلقه الله عمل
- فقال تلك هي الأمثال نضربها
- للناس يعقلها من الكمال رقى
- فاعرفوا لفرقا الذي بينهما
- تجدوه البدر في الشمّ أكتمل
- وأغفل الله عنها من يشاهدهم
- أهل السعادة في الدنيا وأهل شقا
- وانتساب الخلق للعقل كما
- قال عيسى وعلى الأذن حمل
- فمؤمن هو ناج دون معرفة
- إيمانه النور كالبرق الذي برقا
- هذه الحضرة لا يدخلها
- غير من فصلها ثم انجمل
- نظرات بعيون كثرت
- دمعها الطوفان في الكون همل
- وجاهل ليس يدري ما يقال له
- تكذيبه رزقه ذاك الذي رزقا
- كن مسلماً مؤمناً بالحق تعرفه
- أو لست تعرفه واتبع لأهل تقى
- وابتداء الأمر أن تشهده
- واحدا في الكل طير أو جمل
- وإن ترد تعرف الله الذي ظهرت
- آياته فاتبع الأصحاب والرفقا
- ثم لا طير ولا شيء هنا
- شمس أبراج كحوت وحمل
- هو هذا فاقلب العين وما
- هو هذا وعلى هذا اشتمل
- وهمأولو العلم علم الله سادتنا
- وكن بهم مؤمنا تلحق بمن سبقا
- وانظر إلى الوقت وقت الفجر ليس له
- علامة غير نور يملأ الأفقا
- جمل كل التفاصيل له
- فتحقق والتفاصيل جمل
- ونوره غيره والوقت يحضر إن
- أبدى له الله ذاك النور والشفقا
- يا نديمي لك متى قدر ما
- أنت فيه كلما العقل احتمل
- والوقت طلق بلا قيد يقيده
- في نفسه فاعتبره واشهد الفلقا
- فافتح الباب وخذ ميمنة
- في طريقي فيه من يمشي رمل
- والمعاني كلها قاصرة
- عنه والجرح عليه ما اندمل
- واشهد علامته تشهده حيث بدا
- والله غيب ومشهود بمن خلقا
- والوقت في كل أرض حاضر فخذوا
- منه اعتبار الوجود الحق منطلقا
- غير أن العشق يلقى تارة
- بك لليأس وطورا للأمل
- ونزهوه وقولوا عنه خالقنا
- ما إن له غيبة فاليوم يوم لقا
- وله دّح فمن جاوزه
- عكس الأمر وقد مال وملّ
- والله عنه جميع الكون منتشر
- كالضوء يبدو عن الضوء الذي انفتقا
المزيد...
العصور الأدبيه