الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> قل لمن قال عن ذوي العرفان >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- قل لمن قال عن ذوي العرفان
- ورجال التحقيق والإيمان
- طاعنا في اعتقادهم أوهاما
- وخيالا جميع ذي الأكوان
- مثل أهل الضلال ذا منك جهل
- بنصوص الحديث والقرآن
- إن أهل الضلال ليسوا بشيء
- حاضر عندهم ذوي إذعان
- لينا لوا ثبوت ما غاب عنهم
- بل همو بالجميع في كفران
- أين منهم أهل التحقق بالله
- وأهل الكمال والعرفان
- ونجوم الهدى لكل جهول
- ورجوم لعصبة الشيطان
- وإذا الشمس أشرقت لا تراها
- دائم الدهر أعين العميان
- إنما الله عندنا هو حق
- لا سواه والكل في بطلان
- واستمع أينما تولوا فثم ال
- وجه والوجه ذاته يا معاني
- لا تقل أينما تفيد مكانا
- وعليه استحال كل مكان
- إنما تلك باعتبارك إذ أن
- ت مع الكل في الفنا سيان
- ما عدا الوجه فهو لا شك حق
- والسوى فيه باطل باقتران
- وكذا قول ربنا كل شيء
- هالك كل من عليها فاني
- وحديث النبي ألا كل شيء
- ما خلا الله باطل منك داني
- ولهذا بربهم قام قومي
- عابديه على تقى وعيان
- جملة العارفين في كل وقت
- حسنات الدهور والأزمان
- أيها المنكر الذي ليس يدري
- ما الذي فيه من غرور يعاني
- قد أضاع الزمان بالقيل والقا
- ل وفرط الضلال والصغيان
- يحسب النفس منه تخلق شيئا
- فهو منها يبيت أسر الأماني
- كل ما أنت فيه مع من يحاكي
- ك به في اللسان أو في الجنان
- عندكم ربكم خيال ووهم
- وهو شيء في عقلكم ذو معاني
- وجميع الأكوان حق وصدق
- عندكم بالعيان والبرهان
- لو عقلتم تعاكس الأمر فيكم
- وانجلى يا مظاهر الخذلان
- لكن البغي والتنكر منكم
- أوصلاكم فينا إلى الحرمان
- ولهذا ملتم على ما سوى الله
- سكارى كميلة الهيمان
- وعميتم بحبكم كل شيء
- وصممتم عن الهدى والبيان
- وافتتنتم بما سوى الله جهرا
- واشتغلتم بلذة الحيوان
- حيث أشقت نفوسكم شهوات
- عن حصول السعادة المتداني
- فقفوا عند حدّكم لاتغطوا
- خبثكم بالفجور والبهتان
- ههنا غابة بها أسد حرب
- مشرعات رماحهم للطعان
المزيد...
العصور الأدبيه