الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> قلوب متى منه خلت فنفوس >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- قلوب متى منه خلت فنفوس
- لأحرف وسواس اللعين طروس
- وإن ملئت منه ومن نور ذكره
- فتلك بدور أشرقت وشموس
- رأيناه محبوبا مليحا مهفهفا
- لأنواع خطاب الجمال عروس
- وإن ظهرت نار الحيا فوق خده
- له سجدت من عاشقيه مجوس
- وجبريل إن ينفخ بروح مسيحه
- تبدت رهابين به وقسوس
- وهمنا به حسنا كما البدر طلعة
- وفي يده مما يدير كؤوس
- له مقلة ترمي علينا إذا رنت
- سهاما وما للعاشقين تروس
- وقمنا به يوما ونمنا به دجى
- وشام حوت منه الرجال وطوس
- وبعنا به وهو الدراهم وهو ما
- نبيع وما نشريه وهو فلوس
- وماء شربناه ولحما وخبزة
- أكلناه واندارت بذاك ضروس
- ويا طالما ثوبا لبسناه زينة
- ودارا سكناه وفيه ندوس
- وعفناه دودا في شراب ومأكل
- ونفليه قمل في الثياب وسوس
- وتبغضه أعداؤنا وتحبه
- أخلاؤنا إذ ضاحك وعبوس
- ونحذره أمرا مهولا ونرتجي
- له أملا تسمو إليه رؤوس
- وذلك من حيث الصفات التي له
- فكل ظلالات به وعكوس
- ومن حيث شأن الذات فهو منزه
- وفيه انمحاء للسوى وطموس
- فإما تحقق وافهم الأمر أو فدع
- وقل لفروع الحادثات شروس
- هو العاشق المسكين يفرح إن دنا
- وإن مسه بالضر فهو يؤوس
- له ناقة الأشواق يركبها كما
- أثارت قديما للحروب بسوس
- فخذ بكلامي وانتسب لطريقتي
- ولا تك من طيشته دروس
- لقد سعدت قوم بحبلي تمسكت
- تروض به أحوالها وتسوس
- وقوم رمتهم بالدمار ظنونهم
- بنا فعيون لي تلاحظ شوس
- يرون ولا يدرون ما ذلك الذي
- خلال ديار الكائنات يجوس
- وهل يدرك الأعمى بغير خياله
- وما الجهل إلا شدة وبؤوس
- فلا تعتبرهم إنهم في سلاسل
- من الوهم أسرى والعقول حبوس
- وحافظ على الإيمان بالغيب واحتفظ
- فإنا قيام حوله وجلوس
- وليس لنا عن مذهب الحب مذهب
- وإن بعثرت يوم النشور رموس
المزيد...
العصور الأدبيه