الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> قلبي الذي في ذاتكم ينقلب >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- قلبي الذي في ذاتكم ينقلب
- وعلى مقام الهاشمي مهذب
- فلا جل ذا من كل معنى أطرب
- ما في المناهل منهل مستعذب
- إلا ولي فيه الألذ الأطيب
- تأتي لسري آية منصوصة
- فتراش أجنحة بها مقصوصة
- ما في الجمال ذؤابة معقوصة
- أو في الوصال مكانة مخصوصة
- إلا ومنزلتي أعز وأقرب
- بكر العلا منكم تزف لكفوها
- ما بين رحمتها نشأت وعفوها
- وأنا بطاعتها سموت وقفوها
- وهبت لي الأيام رونق صفوها
- فحلت مناهلها وطاب المشرب
- كم طلعة لي في الملاح وسيمة
- توليك من نعم لدي جسيمه
- وبدره بيضا علقت يتيمه
- وغدوت مخطوبا لكل كريمه
- لا يهتدي فيها اللبيب فيخطب
- حالي به شوق الورى ورسيسهم
- من ناله منهم فذاك رئيسهم
- والسر مني للعباد أنيسهم
- أنا من رجال لا يخاف جليسهم
- ريب الزمان ولا يرى ما يرهب
- حقت لطه المصطفى لي نسبة
- ولوارثيه من البرية صحبة
- فهم الرجال ولي إليهم قربة
- قوم لهم في كل مجد رتبة
- علوية وبكل جيش موكب
- أشتم هبات الغيوب وفوحها
- وأرى غناء النفس ساوى نوحها
- متحقق قلم الهبات ولوحها
- أنا بلبل الأفراح أملأ دوحها
- طربا وفي العلياء باز أشهب
- كل الحقائق من مدام حقيقتي
- حقت ومرجعها لأصل طريقتي
- وأنا الذي لما حفظت شريعتي
- أضحت جيوش الحب تحت مشيئتي
- طوعا ومهما رمته لا يعزب
- جانبت ما أهوى وطبت طوية
- فنزلت منزلة هناك علية
- وصفوت من كل الجوانب نية
- أصبحت لا أملا ولا أمنية
- أرجو ولا موعودة أترقب
- عن همتي العلياء قد ضاق الفضا
- لما غدوت لوصلكم متعرضا
- يا سادة فيهم على طبق القضا
- ما زلت أرتع في ميادين الرضا
- حتى وهبت مكانة لا توهب
- أسمو بأسرار لكم مكتومة
- ما بين أستار لنا معلومة
- كم في الورى من حالة مرسومة
- أضحى الزمان كحلة مرقومة
- تزهو ونحن لها الطراز المذهب
- نحن الذين يعز فيكم جنسنا
- ويطيب في أرض الحقيقة غرسنا
- لا تعرضوا عنا فهذا أنسنا
- أفلت شموس الأولين وشمسنا
- أبدا على فلك العلا لا تغرب
المزيد...
العصور الأدبيه