الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> قلبي إلى وجه سلمى مغرم عانى >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- قلبي إلى وجه سلمى مغرم عانى
- وحبها معدم آثار أعياني
- فيا رفيقي حديث الغير أعياني
- روح فؤادي بذكر النازح الداني
- فذّكره لم يزل روحي وريحاني
- من لي بمن هو باد في غلالته
- كالبدر يشرق من صافي غمامته
- فغنّ لي باسمه وافصح بآيته
- واصرف همومي بصرف من مدامته
- فدنها من جناب العزّ أدناني
- يالله يا بارق الأسرار قف نفسا
- فالكون نور ومن يلهو يرى غلسا
- إني أردت الهدي خذ منه لي قبسا
- واحطط رحالي بباب الدير ملتمسا
- راحا فقيوم ذاك الدير لي داني
- شمس المعاني بأفلاك العلى بهرت
- وقصة العشق في أهل الهوى اشتهرت
- والحسن أحكامه بين الورى قهرت
- ولي بهيكله محجوبة ظهرت
- من بعدما خفيت عني بجسماني
- شعر الشعور يحاكي حية لسعت
- فلو دعا كل نفس نحوه لسعت
- لكن حقيقتنا هذا الذي صنعت
- منيعة الوصل إلا عن فتى منعت
- في الحب أن يصبوا إلي ثاني
- عن العلّو علت من فرط عزتها
- والكون قد غاب في أنوار طلعتها
- حقيقة أنا فان في محبتها
- نادمتها فمحتني عند رؤيتها
- وكان محوى بها أصلاً لوجداني
- ما غافل عن تجليها كمنتبه
- والقلب راق بها يا صفو مشربه
- وقد أزالت لدينا كل مشتبه
- ولو شرحت الذي منها خصصت به
- يوماً لاصبح من في الكون يهواني
- على التقادير بالايجاد منعمة
- لما تجلت وفي وجه الرضى سمة
- من الأعاريب أمر العشق معجمة
- اشتاقها وهي في سرّى مخيمة
- ونورها ظاهر ما بين أجفاني
- ركبت للشوق في بيدائها نجبا
- والكون يخفق منها قلبه وجبا
- يا لائمي في الهوى لومي غدا عجبا
- وكيف يصبح عنها الطرف محتجبا
- وحسنها في جميع الخلق يلقاني
- مطوّل الوجد مني ذاك مختصر
- والعشق أجمعه في القلب منحصر
- يا قوم إني على الأغيار منتصر
- إن غيبت ذاتها عني فلي بصر
- يرى محاسنها في كل إنسان
- عني محت سائر الأوهام والشبه
- لما تجلت بأمر غير مشتيه
- وأنني لم أزل فيها بمنتبه
- ما في محبتها ضدّ أضيق به
- هي المدام وكل الخق ندماني
المزيد...
العصور الأدبيه