الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> قضي الأمر وجف القلم >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- قضي الأمر وجف القلم
- وبدت نار الحمى والعلم
- ونزلنا غرب وادي سلم
- واحتوانا ضالهم والسلم
- يا رعى الله قبابا بقبا
- عادها عادت ورامت إرم
- وسقى ثم لويلات بها
- لم يضمني في هواها إضم
- أيها النازل في كاظمة
- لي لسان فيك حيّ وفم
- بث للجيرة عني شغفا
- لم يزل بين الحشا يضطرم
- وتنصت للغواني سحرا
- ربما هاجك ذاك النغم
- واستمع صوت حمامات اللوى
- عندما تأتي عليها الظلم
- هذه النشأة فيها عبر
- للورى عنها تضيق الكلم
- وثياب الكون شفت فشفت
- مهجة للبعد فيها ألم
- صوت دف الجسم عالي وبه
- نفخ ناي الروح لا ينكتم
- وشجانا رقص بانات النقى
- حين غنتها الصبا والديم
- حيث كاسات الهوى دائرة
- ويلي كل وجود عدم
- ونسيم الأمر فينا عابق
- وأزاهير الربا تبتسم
- والحمى طلق وأصحاب الحمى
- لم يزالوا فيه والقوم هم
- والذي قد كان لا زال على
- ما به كان وتلك النعم
- غير أن القلب لا قلب له
- وذوو الأفكار صموا وعموا
- لو أزيلت عن عيون حجب
- وتنحى عن قلوب وهم
- لرأوا الجهل الذي حف بهم
- وعلت منهم إليه همم
- وبدا الكل غرورا عندهم
- ولو دّوا أنهم ما علموا
- لكن الوسواس قد آيسهم
- أن منهم ليس تحيى الرمم
- فتراهم وطنوا أنفسهم
- أن منهم ليس يرقى القدم
- قد بذلت النصح يا قوم لكم
- حسب جهدي فانجلى المنبهم
- وشرحت الدين شرحا واضحا
- بلسان ما اعتراه بكم
- وزجرت العيس منكم للسرى
- فهمو أهل المعاني فهموا
- نفع الله بما فهت به
- وبما أسفر عنه القلم
- وبخير ختم الأمر لنا
- إننا للدين نحن الخدم
- ولأهل الأرض طرا ولمن
- بالتقى تحفظ منه الذمم
- وصلاة الله مني دائما
- مع سلام منه لا ينصرم
- لنبيّ الله طه المصطفى
- ماتوا لي من إلهي كرم
المزيد...
العصور الأدبيه