الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> غلب الهوى واستحوذ استحواذا >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- غلب الهوى واستحوذ استحواذا
- فمن الذي نلجأ إليه عياذا
- في طلعة شمسية قمرية
- بجمالها صار الجميع جذاذا
- يا هيكلا ظهرت غيوب شؤونه
- فينا فكان لكلنا أخاذا
- وجه تبرقع بالمحاسن والبها
- فعنت له كل الوجوه لذاذا
- وتمتعت أرواحنا بهلاكها
- فيه ولاذت بالفناء لياذا
- ونراه أقرب من نراه ولا نرى
- شيا سواه ومن سواه أعاذا
- فهو الذي لجمال طلعته يرى
- وقلوبنا وعيوننا تتحاذى
- إن الوجود يرى الوجود كما به
- عدم يرى عدما له جباذا
- وممنع بالعز عنه عقولنا
- معقولة لا تقتضيه تنفاذا
- وقلوبنا في بحر عشقته هوت
- تبغي اللقا لا تعرف الانقاذا
- نزل النقا فاشتاقه أهل النقا
- أو هل ترى بعد النزول لو اذا
- بالأمس كان مناخه بطويلع
- واليوم صار مخيما بغداذا
- لا عار إن خلع العذار محبه
- في حبه ولجا إليه ولاذا
- ظهرت ملاحته بديباج الورى
- فينا وقد لبس اللطافة لاذا
- وأقول زيدا قد رأيت وخالدا
- لا ذاك في بصري رأيت ولا ذا
- ورآه في زيد بن حارثة هنا
- طه النبي وحب فيه معاذا
- وبيوسف الصديق شاهد وجهه
- يعقوب حين له هواه آذى
- وصفاتنا ظهرت لنا بصفاته
- ورأى الجنيد به الورى ممشاذا
- أما هواه فإنه هو ملتي
- وعليه كنت أعاهد الأستاذا
- عجبي له وهو الكثير أضلنا
- والواحد الهادي لنا استنقاذا
- يشقى ويسعد بالذي أشقى به
- فتراه لاح صواعقا ورذاذا
- بالله يا لحظاته لا تجرحي
- قلبي فإن بسهمك الفولاذا
- ولأنت يا خمر الرضاب محوتنا
- سكرا وريحك لم يزل نباذا
- من لي بمشهود المحاسن غاب
- لام العذول على هواه وهاذى
- هو حاضر لكن بغير إشارة
- فإذا جهلت تقول عنه هذا
- عشاقه بعيونه مفتونة
- وقلوبهم صارت به أفلاذا
- ويظل يهجرهم ويكثر صده
- عنهم وما أحد يقول لماذا
- ويرونه حسنا وفي أفعاله
- لطفا وفي تعذيبه استلذاذا
- وبهم تجمعت القبائل في الهوى
- وعلى البعاد تفرقوا أفخاذا
- يأتي النسيم لهم بأخبار الحمى
- للمسك فاوح في الهبوب وشاذى
- وتهجهم ورقاء فوق أراكة
- تدني البعيد وتجمع الأفذاذا
المزيد...
العصور الأدبيه