الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> شمس لها قلب الموحد مطلع >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- شمس لها قلب الموحد مطلع
- ولها النواظر مغرب والمسمع
- ظهرت علي ولات حين تأمل
- فالبرق يلمع والحوادث يلمع
- يا ساكن الغيب المقدس نظرة
- لأسير شوق بالمطامع يخدع
- هو ميت هجر بالبعاد مكفن
- صليت بنار الحب منه الأضلع
- وجه له كتمته ظلمة كونه
- وعليه من نسج العناكب برقع
- فإذا التفت إليه يا قمر الحمى
- عمرت ببهجتك الديار البلقع
- وبنورك الأكوان مشرقة فلا
- يخلو مكان من سناك وموضع
- والسر أنت ونحن عنك إشارة
- لا زال منك بكل قلب أصبع
- وعيوننا بك ناظرات والحشى
- أبدا بعشقك في الملاح مولع
- ووجودنا هو أنت لا أشخاصنا
- جسما وروحا إننا نتقطع
- بالفرق والجمع اللذين هما لنا
- لا زلت أفرق في الوجود وأجمع
- الله أكبر هذه حلل البها
- وجه المليحة ظاهر يتشعشع
- ما نالها إلا الذي هو محرم
- والأجنبي على التباعد يطمع
- إياك تقنع بالسوى عن حسنها
- إن السوى ما فيه عنها مقنع
- هي رامة هي لعلع ولأجل ذا
- ناديتها يا رامة يا لعلع
- وهي الحوادث باعتبار وجودها
- وسوى الوجود عن التحقق يمنع
- والكل محتاج إليه لأنهم
- بسواه للعدم المحقق أسرع
- والنور تلك وما سواها ظلمة
- فإذا أرادت أن ترى تتقشع
- كثرت لكثرة ما ترى بشؤونها
- وعن الجميع لها المقام الأرفع
- وهي الوحيدة ما لها من مشبه
- والوتر والشفع الذي لا يشفع
- لا تحتجب عنها بكثرة فعلها
- فعل المليحة للمليحة يرجع
- ولنا إشارات وتلك لها بها
- هي إن تشأ فهمت وفاض المنبع
- أهدت إلى عبد الغني غناءها
- عما سواه وهو فقر مدقع
- ومتى يحاول ذكرها هو بلبل
- بالنطق منها في رباها يسجع
- وهي الأمان له فما هو خائف
- في النشأتين بها ولا هو يفزع
المزيد...
العصور الأدبيه